يعكس التحول في السياسة الخارجية للإمارات مع انفتاحها على المنافسين الإقليميين السابقين، مثل تركيا وقطر، تفهمًا مترددًا في أبو ظبي بأن قدرتها على إعادة تشكيل المنطقة مقيّدة بخصوم أقوياء. كما إن اتصالاتها الأخيرة مع قطر تعكس اعترافها بأنه ببساطة لم يعد عمليًا السعي لعزلها، لا سيما مع تنامي مكانة قطر خاصةً بعد الدور الذي لعبته خلال خروج الولايات المتحدة من أفغانستان.
ورغم محاولة اتخاذ موقف أكثر تصالحية، بما في ذلك تجاه إيران؛ حيث تحاول إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، إحياء الاتفاقات النووية الدولية، فإن علاقة الإمارات بالولايات المتحدة ستكون صعبة في بعض الأحيان، نظرًا للتحول في القيادة الأمريكية والأهداف السياسة لزيادة التركيز على حقوق الإنسان. ومع ذلك، وسعيًا منها للحفاظ على علاقة عمل جيدة مع إدارة "بايدن"، ستواصل الإمارات بحذر العمل في القضايا الدبلوماسية الرئيسية في منطقة الخليج، بما في ذلك إيران. وبالنظر للصعوبات التي واجهتها بالفعل أثناء المحادثات النووية غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران، ستدرك الإمارات أن هناك احتمالًا قويًا بأن المحادثات ستفشل أو أن أي اتفاق سينهار بسرعة، وستدرك التداعيات الأمنية المحتملة لذلك.
بشكل عام ، من المرجّح أن تنظر الإمارات إلى وضعها الحالي باعتباره تقدمًا طبيعيًا، معتقدةً أنها حققت مكاسب كبيرة من سياساتها ونشاطها السابق في دول مثل مصر؛ حيث تم القضاء على جماعة "الإخوان المسلمون" على يد نظام الرئيس، عبد الفتاح السيسي، الحليف الوثيق للإمارات. كما عززت الإمارات نفوذها في القرن الأفريقي مع دول مثل إريتريا وجمهورية أرض الصومال الانفصالية (غير المعترف بها دوليًا)، وسيساعد ذلك في الحفاظ على الاستقرار في هذه المنطقة المحورية من الناحية الاستراتيجية، فيما أصبح تطبيع العلاقات مع "إسرائيل" مقبولاً الآن على نطاق واسع ولن يتم التراجع عنه.
في السنوات القادمة، سيكون هناك تركيز جديد على بناء علاقات تجارية وسياسية مع دول مثل الهند وإندونيسيا وكينيا وكوريا الجنوبية وإثيوبيا و"إسرائيل" وبريطانيا، بينما يُحتمل أن يكون هناك عدد أقل من المواجهات الجريئة مع الإسلاميين. ورغم ذلك، ومع استعدادها لمغازلة نظام "الأسد"، لا يزال هناك شعور واضح بأن صانعي السياسة الأجانب في أبو ظبي مستعدون لتحمل مخاطر محسوبة عند الضرورة؛ والخلاصة فليست الإمارات على وشك العودة إلى الموقف الانعزالي، لكنها من المتوقع أن تخطو بحذر أكبر في المستقبل.
إيكونوميست إنتيليجنس يونِت