الأهمية الاستراتيجية لمأرب وشبوة ستقود اللاعبين في الشرق الأوسط إلى تعزيز مشاركتهم المباشرة وغير المباشرة على الأرض

الأهمية الاستراتيجية لمأرب وشبوة ستقود اللاعبين في الشرق الأوسط إلى تعزيز مشاركتهم المباشرة وغير المباشرة على الأرض
الساعة : 18:30
16 نوفمبر 2021

خلال عام 2021 اندلعت المعركة المتقطعة بين الحوثيين والقوات الموالية للحكومة للسيطرة على محافظة مأرب المركزية، وقد شن الحوثيون ذلك الهجوم بعد مكاسبهم الإقليمية في محافظة البيضاء المجاورة، من أجل قطع خطوط إمداد الحكومة مع مأرب. وستكون النتيجة العسكرية لهذه المعركة عاملًا حاسمًا في تغيير مسار الصراع؛ إذ إن مأرب وشبوة، الخاضعتين لسيطرة الحكومة المعترف بها دوليًا، لهما أهمية استراتيجية لثلاثة أسباب: أولًا لكون مأرب ملاذ الحكومة اليمنية ومقر ما تبقى من الجيش. ثانيًا، تستضيف كل من مأرب وشبوة معظم حقول النفط والغاز في البلاد، إضافةً إلى البنية التحتية للطاقة، ما يوفر عائدات اقتصادية أساسية للدولة، والسبب الثالث أن هاتين المحافظتين ستشكلان العمود الفقري للدولة الفيدرالية اليمنية المستقبلية.

ونظرًا لتلك الأهمية الوطنية، فإن المعركة المطوّلة لمأرب وشبوة ستقود اللاعبين في الشرق الأوسط إلى تعزيز مشاركتهم المباشرة أو غير المباشرة على الأرض. ورغم أن الحوثيين متحالفون مع طهران، إلا أنهم ليسوا وكلاء إيران، لأن لديهم أجندة محلية تسعى لتحقيق أهداف محلية؛ أولها الاستقلال السياسي عن صنعاء، وهذا يعني أن للإيرانيين نفوذًا سياسيًا محدودًا عليهم، باستثناء تهريب الأسلحة ونقل الخبرات الفنية.

بناءً على هذه المعطيات، يُرجَّح أن تكون المعركة الحاسمة لمأرب وشبوة طويلة، مع مراحل منخفضة الحدة تليها فترات من الخسائر العالية. كما إن تنوّع الجماعات المسلحة التي تقاتل على الأرض، والتي تمزج بين قطاعات من الجيش النظامي مع جهات مختلطة أو غير حكومية، هو وضع مثالي لتصاعد التدخل الأجنبي والاستقطاب الطائفي. ويوفر ذلك أيضًا مزيدًا من الأهمية الإقليمية للمعركة من أجل القوة السياسية والعسكرية والاقتصادية في اليمن.

رويال يوناتيد سيرفس إنستيتوت فور ديفينس آند سيكيوريتي ستاديز