قد تخاطر تركيا بشن عملية عسكرية في تل رفعت، خاصةً وأن المحادثات مع روسيا فشلت مرارًا وتكرارًا في إنهاء الهجمات خارج المنطقة العازلة. وبسبب الخسائر الأخيرة والإخفاقات المتكررة للمفاوضات في إنهاء الهجمات، يتم تحفيز أنقرة بشكل كبير للرد على المسلحين في منطقة تل رفعت العازلة، من خلال التوغلات البرية و/أو الضربات الجوية المحدودة. كما إن هناك احتمالًا أن تحاول تركيا أيضًا احتلال منطقة تل رفعت بأكملها، الأمر الذي يتطلب موافقة موسكو.
لكن الهجوم على تل رفعت سيزيد من خطر اشتباك القوات التركية مع القوات السورية والروسية في المنطقة؛ ورغم أن تركيا لن تستهدف القوات السورية أو الروسية بشكل مباشر خلال عمليتها في تل رفعت، لكن إذا لم تتمكن المفاوضات من ضمان انسحابهم، فحتى الهجوم المحدود سيخلق خطر وقوع إصابات عرضية قد تعيد جميع الأطراف إلى تصعيد عسكري كبير.
وسيكون من الصعب إقناع سوريا خصوصًا بمغادرة المنطقة؛ حيث تريد دمشق تقويض المناطق العازلة لأنقرة في سوريا قدر الإمكان، ما يولّد احتمالًا بأن تتصادم عملية عسكرية تركية مع القوات السورية بينما تنسحب القوات الروسية. في غضون ذلك، قد يشن مقاتلو وحدات حماية الشعب/ حزب العمال الكردستاني (YPG/ PKK) هجمات انتقامية داخل تركيا نفسها، كما سيحاولون جر النظام السوري إلى العملية العسكرية للحد من مكاسب تركيا في منطقة تل رفعت، وبناء علاقات أعمق بين المسلحين الأكراد ودمشق يمكن أن يمهد الطريق لمصالحة أعمق في المستقبل.
كما إن مهاجمة المنطقة العازلة ستزيد من تدقيق الولايات المتحدة في تصرفات تركيا في سوريا، ما يغذي الدعوات من قبل واشنطن لفرض عقوبات على أنقرة. وستكون الولايات المتحدة منتقدة لعملية عسكرية تركية أخرى ضد YPG/ PKK ، ما يعزز الأصوات في الكونجرس الأمريكي التي تريد أن ترى بلادهم تنأى بنفسها عن تركيا، بسبب حملتها المثيرة للجدل المناهضة للأكراد في سوريا والعراق وتركيا. ومن المرجح أيضًا أن تشجع مثل هذه الحجج الدعوات لفرض عقوبات أمريكية على تركيا بسبب "سجلها العام في مجال حقوق الإنسان".
ستراتفور