ورد في الـ20 من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي أن هجومًا بخمس طائرات مسلحة بدون طيار و/أو صواريخ، استهدف قاعدة التنف على الحدود السورية مع العراق والأردن. ويتوافق استخدام مثل هذه الأسلحة مع القدرات والخبرات العملياتية لفصائل المقاومة، خصوصًا "كتائب حزب الله". علاوةً على ذلك، تمتلك الأخيرة قواعد على بعد عشرات الكيلومترات من التنف في محافظة الأنبار العراقية.
يشير الحادث إلى تزايد الضغوط المستمرة المدعومة من إيران على الولايات المتحدة لسحب قواتها من سوريا، ما يزيد من مخاطر سقوط ضحايا أمريكيين، ما سيضغط بدوره على إدارة "بايدن" للرد بالمثل بقوة أكبر. ومن المرجح أن تكثف "إسرائيل" غاراتها الجوية ضد الأصول العسكرية الإيرانية أو الموالية لإيران في سوريا، ما يزيد من خطر إطلاق النار العرضي على الطيران التجاري فوق سوريا ولبنان وشمال "إسرائيل". لكن يُرجَّح أن ترد إيران والميليشيات المتحالفة معها بشكل متزايد على الهجمات "الإسرائيلية" على الأراضي السورية.
إضافةً إلى الجهود المبذولة على مدى السنوات الماضية لمنع إيران من ترسيخ وجودها عسكريًا في سوريا، ونقل تقنيات القذائف الدقيقة إلى "حزب الله" اللبناني، تقدر المؤسسة الأمنية "الإسرائيلية" حاليًا أن إيران تقوم أيضًا بتزويد وتعزيز أنظمة الدفاع الجوي في سوريا والدول المجاورة، لمواجهة الضربات الجوية "الإسرائيلية".
وللحفاظ على حريتها في العمل، يُتوقع أن تسعى "إسرائيل" إلى تدمير منظومات الدفاع الجوي هذه قبل أن تصل إلى المرحلة الحرجة، إلى جانب القواعد التي تضم عمليات التحكم والسيطرة على الطائرات بدون طيار مثل قاعدة T-4 (Tiyas) الجوية، بالقرب من تدمر، والتي استهدفتها غارات جوية "إسرائيلية" أيضًا في الثامن من تشرين الأول/ أكتوبر. ومن المرجح جدًا أن تستمر آلية تفادي التضارب بين "إسرائيل" وروسيا، بعد اجتماع سوتشي في الـ22 من تشرين الأول/ أكتوبر بين رئيس الوزراء، نفتالي بينيت، والرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، طالما أن "إسرائيل" تبلّغ روسيا بضرباتها مقدمًا، وتركز فقط على أهداف ذات ضرورة عسكرية.
أي إتش إس ماركيت