استقبل أمير قطر، تميم بن حمد، في الـ20 من شباط/ فبراير نظيره الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، في الدوحة في زيارة استمرت يومين، حيث عقد الأخير والوفد المرافق له خلال الزيارة اجتماعات مع نظرائهم القطريين. ورغم أن علاقات قطر القوية مع إيران كانت أحد أسباب مقاطعة الخليج لها التي استمرت ثلاث سنوات ونصف، إلا أن الدولة الخليجية الصغيرة استطاعت تعميق العلاقات مع إيران، والتي من المتوقع أن تظل قوية بعد رفع الحصار في كانون الثاني/ يناير 2021.
من الناحية الدبلوماسية، فإن التحسن في العلاقات السعودية الإيرانية، بوساطة قطرية، من شأنه أن يعزز جهود التهدئة والمفاوضات الأخيرة التي تُبذل في جميع أنحاء المنطقة، رغم أن التقارب الفوري بين السعودية وإيران غير محتمل لا سيما مع استمرار الأزمة اليمنية. ورغم ذلك، فإن المبادرات الدبلوماسية القطرية الجديدة ستعزز طموحات الدولة الخليجية الصغيرة، أن تصبح مركزًا للدبلوماسية الإقليمية، وقد مكّنت الديناميكيات الجيوسياسية المتغيرة قطر من الاستفادة من نهجها التقليدي في السياسة الخارجية، المتمثل في الحفاظ على شبكة من التحالفات المتضاربة أحيانًا.
أما على الصعيد السياسي، فقد وافقت كل من الدوحة وطهران على إجراء مشاورات بشأن القضايا الإقليمية، والتي من المرجح أن تعزز التعاون في مسائل السياسة الخارجية بين الجارتين. كما وقعت الدولتان على مذكرة تفاهم بشأن التدريب الدبلوماسي، ووافقتا على إلغاء متطلبات التأشيرة لحاملي جوازات السفر الدبلوماسية.
أخيرًا، يؤكد التوقيع على العديد من مذكرات التفاهم الترجيحات بأن علاقات قطر مع إيران ستزدهر أكثر حتى بعد رفع المقاطعة؛ حيث يتماشى دور قطر الواضح كوسيط بين إيران والخليج وبين إيران والولايات المتحدة، مع التوقعات بأن الدوحة ستسعى للاستفادة من تحالفاتها العديدة من أجل تخفيف التوترات بين إيران وخصومها.
إيكونوميك إنتيليجنس يونيتي