تركيا ستقاوم الانضمام إلى حملة المقاطعة الغربية ضد روسيا وإجراءاتها ضد الأخيرة ستبقى رمزية

تركيا ستقاوم الانضمام إلى حملة المقاطعة الغربية ضد روسيا وإجراءاتها ضد الأخيرة ستبقى رمزية
الساعة : 16:00
7 مارس 2022

بدافع حاجتها للحفاظ على علاقات مستقرة مع روسيا، ستقاوم تركيا الضغط للانضمام إلى حملة العزلة التي يشنها حلف "الناتو" ضد موسكو ردًا على غزوها لأوكرانيا. بالمقابل، تواجه علاقات تركيا المتوترة تاريخيًا مع روسيا اختبارًا جديدًا؛ حيث تغزو القوات العسكرية الروسية أوكرانيا ويصطف حلفاء أنقرة الغربيون لعزل ومعاقبة موسكو، في حين تعتمد تركيا على السياح الروس والطاقة والعلاقات الدبلوماسية الجيدة، كما إنها لا تزال مهتمة بتنويع العلاقات الدفاعية بعيدًا عن "الناتو". وقد ترك كل ذلك تركيا مترددةً في تبني استراتيجية العقوبات الغربية، مع تجنب أنقرة حتى الآن اتخاذ إجراءات مباشرة لتقليص العلاقات الاقتصادية الروسية.

في الـ27 من شباط/ فبراير، قالت تركيا إنها ستسن أحكامًا لمعاهدة مونترو لعام 1936، تسمح لها بإغلاق مضايقها الرئيسية أمام الدول المنخرطة في المعركة. ومع ذلك، التزمت أنقرة بشروط المعاهدة التي تسمح للسفن الحربية الروسية بالمرور للعودة إلى قواعدها، وهو ما يجعل هذه الخطوة غير فعالة في تغيير الديناميات تجاه استمرار حملة موسكو العسكرية، هذا إضافةً إلى حقيقة أن السفن الروسية اللازمة للغزو كانت في مواقعها بالفعل. وطالما لم تستفز موسكو أنقرة مباشرةً بطريقة ما، فمن المرجح أن تظل الإجراءات التي تتخذها تركيا ضد روسيا رمزية إلى حد كبير.

وفي محاولة منها لتجنب الانتقام الروسي وإظهار استقلالها عن "الناتو"، لن تمنع تركيا النشاط العسكري الروسي بالكامل في البحر الأسود، أو تقطع العلاقات الاقتصادية مع موسكو، أو تنضم إلى العقوبات الغربية التي تهدف لعرقلة الأعمال الروسية دوليًا. ومع استمرار الغزو الروسي لأوكرانيا، يُرجّح أن يزيد الحلفاء الغربيون من ضغط عقوباتهم والعزلة الاقتصادية لروسيا، ومحاولة دفع تركيا للانضمام إلى الحملة.

كما يُتوقع أن تقاوم أنقرة الدعوات إلى قطع جميع العلاقات الدفاعية مع روسيا، مثل تفكيك منظومة الدفاع الصاروخية الروسية "S-400" التي تسلمتها تركيا، خشية أن تقوّض مثل هذه الخطوة مساعي تركيا للاستقلال عن النفوذ الغربي.

ورغم ذلك، فإن حسابات تركيا بشأن الانضمام إلى حملة العزلة التي يقودها الغرب ستتغير، ردًا على الاستفزازات الروسية المحتملة، سواءً كانت تلك ضربات عرَضية على الشحن التركي في البحر الأسود، أو إلحاق الضرر بالمدنيين الأتراك في الخارج، أو اندلاع جديد للقتال في سوريا بين المعارضة السورية المدعومة من تركيا والقوات الروسية.

وبينما تقوم القوات السورية وحلفاؤها بتحركات استفزازية بالقرب من الأراضي التي تسيطر عليها تركيا، لتذكير أنقرة بقدرتهم على التصعيد السريع، فإن ارتفاع أسعار المواد الغذائية سيزيد من عدم الاستقرار في الأراضي السورية التي تسيطر عليها تركيا وتلك التي تسيطر عليها الحكومة كذلك. ورغم ذلك، يمكن أن تتصاعد هذه الهجمات وتجذب تركيا وروسيا إلى اتجاهين متعارضين، ما يدفع تركيا إلى الاقتراب أكثر من حملة العزلة الغربية لروسيا.

ستراتفور