إن تصنيف قطر الجديد كحليف للولايات المتحدة من خارج حلف "الناتو" سيساعد في حمايتها من الضغوط السعودية أو الإماراتية، فضلًا عن تحفيز الرياض وأبو ظبي على تعديل سياساتهما للحصول على التصنيف نفسه. ورغم ذلك، قد يتخذ أي رئيس أمريكي جديد قرارًا عكسيًا ويجعل الدوحة عرضة للخطر مرة أخرى. يذكر أنه خلال زيارة رسمية مع أمير قطر في الـ31 من كانون الثاني/ يناير، أعلن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، أنه سيبلغ الكونجرس قريبًا بأن الولايات المتحدة ستصنّف تلك الدولة الخليجة (قطر) كحليف رئيسي من خارج الناتو "MNNA"، وهو تصنيف دبلوماسي وقانوني يوفر التدريب والتعاون الدفاعي والبحوث العسكرية.
بالمقابل، ورغم أن استئناف الحصار يبدو غير مرجح على المدى القريب، إلا أن الرياض وأبو ظبي قد تتجهان لشن حملات تضليل أو مقاطعة أو تباطؤ في معالجة التأشيرات كما جرى قبل الحصار، لمحاولة زعزعة سمعة قطر واقتصادها، لا سيما أثناء مباريات كأس العالم التي ستستضيفها الدوحة نهاية هذا العام. لكن في حالة ظهورها، من المرجح أن تكون حملات الضغط هذه ضعيفة بعد تحرك الولايات المتحدة لتحديث نظرتها الاستراتيجية لقطر؛ إذ لا تريد السعودية ولا الإمارات استفزاز الولايات المتحدة، لأنهما ما زالتا تسعيان إلى حمايتهما ضد إيران، وإلى التعاون ضد التهديدات الأخرى مثل هجمات الحوثيين في اليمن.
ورغبةً في الحصول على التصنيف نفسه، ستتجه كل من الإمارات والمملكة إلى مزيد من تعديل سياساتهما لتلبية توقعات الولايات المتحدة، مثل إبقاء التوترات مع قطر في مستوى منخفض، ودعم الجهود الأمريكية لإعادة التفاوض بشأن الاتفاق النووي الإيراني، وتجنب تعميق العلاقات مع الصين (منافِسة واشنطن)، وتجنب انتهاكات حقوق الإنسان في الداخل والخارج، ودعم أهداف الولايات المتحدة لتهدئة الحرب الأهلية في اليمن.
ستراتفور