التقى وزير الخارجية الكويتي، الشيخ أحمد ناصر الصباح، في الـ19 من كانون الأول/ ديسمبر مع نظيره الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، على هامش قمة منظمة التعاون الإسلامي في العاصمة الباكستانية إسلام آباد، حيث أبدى الرجلان التزامًا بتشكيل لجان مشتركة في مجال الشؤون القنصلية والحدودية.
وتأتي هذه الخطوة الكويتية بزيادة التنسيق على هذا المستوى المنخفض مع إيران كإجراء لبناء الثقة، بهدف تحسين العلاقات بين البلدين؛ حيث لا تزال المنطقة تعاني من تراجع كبير بسبب التوترات. والجدير بالذكر أن أقرب حلفاء الكويت، السعودية والإمارات، سعتا مؤخرًا إلى مصالحة دبلوماسية مع إيران.
وبما أن الكويت لم تقم بتشويه صورة إيران بنفس القدر الذي فعلته دول مجلس التعاون الخليجي الأخرى؛ حيث اتجهت سياستها الخارجية أكثر نحو خفض التصعيد، فإن ذلك يسهّل عليها تحسين العلاقات مع إيران. إضافةً إلى ذلك، تعتمد خطط الكويت للاستثمار في منطقتها الشمالية المتخلفة، على الانتعاش الاقتصادي في إيران، لذلك من المرجح أن تشجع الكويت جهود المصالحة مع النظام الإيراني.
لكن الدفء في العلاقات الكويتية الإيرانية يأتي بعد قرار الكويت الأخير بمتابعة تحركات دول مجلس التعاون الخليجي الأخرى، للعمل ضد لبنان (أحد حلفاء إيران الإقليميين)، بعد بيان مثير للجدل أدلى به وزير الإعلام اللبناني السابق، جورج قرداحي. وتدعم هذه الخطوة وجهة نظرنا بأن العلاقات بين دول مجلس التعاون وإيران تسير في مسار تصاعدي؛ فما زلنا نتوقع أن تظل الكويت واحدة من أكثر دول مجلس التعاون حيادًا تجاه إيران.
إيكونوميست إنتيليجنس يونيت