التقارب السوري العربي يُتوقع أن يتسارع في الفترة القادمة لمصلحة واشنطن فيه

التقارب السوري العربي يُتوقع أن يتسارع في الفترة القادمة لمصلحة واشنطن فيه
الساعة : 17:30
31 ديسيمبر 2021

يتوقع مركز "فيتش سوليوشنز" أن تتسارع عملية التقارب بين سوريا والدول العربية الأخرى؛ حيث تتبنى الأخيرة مواقف براغماتية بصورة متزايدة أساسًا لتعويض نفوذ القوى المتنافسة في دمشق. وسيؤدي ذلك إلى تسريع عملية إعادة الإعمار ما بعد الصراع، والتي نعتقد أنها سترتفع بحلول النصف الثاني من عام 2022. وبغض النظر عن تقارب سوريا مع الدول العربية، إلا أن البلد نفسه سيستمر في مواجهة صراعات محلية في مناطق متعددة، لا سيما في مجال النفط، (المناطق الغنية غير الخاضعة لسيطرة النظام)، ما سيؤثر على الانتعاش الاقتصادي.

وقد كانت كل من السعودية وقطر أكثر ترددًا في إصلاح العلاقات مع سوريا، بعد أن دعمتا بقوة معارضي "الأسد" خلال ذروة الحرب الأهلية، لكنهما أيضًا قد تجدان ميزةً في اتخاذ أسلوب أكثر براغماتية.

بدورها، لن تقوم إدارة "بايدن" بتطبيع العلاقات مع سوريا، لكنها ستتبنى موقفًا براغماتيًا من التقارب السوري العربي؛ حيث سينصب تركيزها الرئيسي في المنطقة على متابعة الاتفاق النووي الجديد مع إيران، ما يعني أنها لن تتخذ إجراءات ضد تلك الدول بموجب "قانون قيصر". كما إن هذا الموقف المتسامح سيمكّن المزيد من الدول العربية من ممارسة الأعمال التجارية مع سوريا؛ وعلى وجه التحديد سيمكّن ذلك من إعادة بناء خط أنابيب غاز من مصر إلى لبنان عبر الأردن وسوريا، وهو ما تدعمه الولايات المتحدة لتقليص قوة "حزب الله" المتزايدة في لبنان.

وعلى نطاق أوسع، يبدو أن إدارة "بايدن" تأمل في أن تؤدي إعادة اندماج سوريا مع الدول العربية إلى تقليل التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، ما سيمكّن "بايدن" من التركيز بشكل أكبر على التوصل إلى اتفاق نووي جديد مع إيران، والذي يتوقع "فيتش سوليوشنز" أن يحدث خلال عام 2022. فبمجرد إبرام صفقة جديدة، يبدو أن "بايدن" يأمل أن تهدأ التوترات الإقليمية، وهو أمر يرى المركز أنه مفرط التفاؤل، وهذا بدوره سيسمح لـ"بايدن" بتقليل التدخل العسكري الأمريكي في الشرق الأوسط، وتركيز المزيد من الطاقات الدبلوماسية والقوات العسكرية على إحداث توازن مع الصين في منطقة المحيطين الهندي والهادي.

فيتش سوليوشنز