في حين أن عدداً من التقارير توقعت نمو العلاقة بين طهران والرياض، إلا أن موقع "اتزوري ستراتيجي- Azure strategy" البريطاني والمتخصص في الشرق الأوسط والخليج العربي، كشف أن المملكة السعودية لن تؤيد عودة العلاقات الدبلوماسية مع إيران، خصوصاً مع تدخلات الأخيرة الكبيرة في المنطقة لاسيما في الملف اليمني. ومن غير المتوقع أن تستسلم الرياض وتقبل بنفوذ طهران في المنطقة، كما أن هناك تحولاً ملحوظاً يشير إلى أن الرياض تميل الآن إلى حماية حدودها بدلاً من كسب المعركة. مع ذلك، تشير المعلومات أن الحوثيين في موقع قوة وليس لديهم سبباً أو إرادة للتنازل عن الأرض أو المكانة السياسية، وبالتالي فإن التوصل إلى تسوية تفاوضية أمر غير مرجح. وعليه فإن السعودية ستحتاج إلى تقبل فكرة التعايش مع قوة شبيهة بـ"حزب الله" في الجوار، وهو ما يزيد الأمور صعوبة.
من جهة أخرى، ورغم عدم توقع نجاح أي تقارب في الوقت الحالي، إلا أن المحادثات قد تؤدي إلى بعض الاتفاقيات البسيطة بين البلدين، كمسألة الحج مثلاً، ولكن من غير المرجح أن نرى تحوّلاً هيكلياً في العلاقات الثنائية. أما على الصعيد الإقليمي، فقد أقرت دول الخليج بتقلّص دور الولايات المتحدة وبالتالي بدأت بالتكيف مع ذلك. أخيراً، أصبحت الدول تنتهج سياسات تخدم مصالحها الوطنية، وهو ما يشير إلى أن الهدف ليس الوصول إلى شرق أوسط أكثر توحداً، وإنما تسعى كل دولة إلى الوصول إلى استقرارها الاجتماعي والاقتصادي والأمني.
أتزوري ستراتيجي