على الرغم من استيلاء حركة "طالبان" على الأراضي بسرعة في جميع أنحاء أفغانستان (الاستيلاء على 57 مركزًا محليًّا) والسيطرة على عدة قواعد عسكريّة رئيسيّة، بعد قرار الولايات المتحدة سحب قواتها العسكرية من البلاد، إلّا أن الحركة تمتثل لوعدها بعدم مهاجمة عواصم المقاطعات، لكنها حاصرت العديد منها وتنتظر فقط الولايات المتحدة والقوات الأخرى التي يقودها "الناتو" لمغادرة أفغانستان. بالمقابل، هناك انتشار للذعر بين قوات الأمن الحكومية، وفقدان الجيش الوطني الأفغاني لتماسكه بسرعة، حيث كان أداء فرقه ضعيفًا بسبب انخفاض الروح المعنوية، الذي تفاقم بسبب سوء الخدمات اللوجستية ونقص الدعم الجوي الأمريكي القريب، في حين فقد بعض القادة الإقليميين الثقة في كابل ويحاولون التكيف مع انتصار محتمل لـ"طالبان".
ويمنح النجاح العسكري لـ"طالبان" حوافز أقل للتفاوض على تسوية سياسية، ما يعني أن استمرار الدولة الأفغانية إثر انسحاب القوات الأمريكية يبقى موضع شك؛ فانتصار "طالبان" أو الصراع طويل الأمد كلاهما محتمل، إذ إن الاستقرار المتذبذب قد تراجع كخيار محتمل حتى لو نجح "بايدن" الآن في تغيير هذا النظام؛ فقد يكون الأوان قد فات، لأن "طالبان" في حالة تحرك.
Oxford Analytica