انتخاب "رئيسي" رئيسًا لإيران: مواجهة للغرب ورسالة تحذير داخلية للمجتمع الإيراني

انتخاب
الساعة : 10:30
9 يوليو 2021

يمثل انتخاب الرئيس الإيراني الجديد "إبراهيم رئيسي"، عودة المتشددين إلى السلطة، فيما سيتعرض الإصلاحيون والمعتدلون الباقون في الحكومة لمزيد من الضغط، ومن المرجّح أن يتعرض المجتمع المدني لمزيد من القمع. وبالنسبة إلى "رئيسي" كممثل فردي، فإن انتخابه للرئاسة يضعه فعليًا على أعتاب انتخابه مرشدًا أعلى في حالة وفاة "خامنئي". وفي حال استطاع "رئيسي" الحصول على الأموال وإعادة تصدير النفط بعد تخفيف العقوبات وتوقيع اتفاق نووي جديد، خصوصًا إذا نجح في قمع أي تحديات للنظام، فإن ذلك سيساعد في تمهيد طريقه نحو هذا اللقب. ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى أن رفع العقوبات سيؤدي إلى إحياء التوقعات الإيرانية بشأن جودة الحياة، أما إذا فشلت الحكومة في تقديم هذه الأمور بالسرعة الكافية، فقد يؤدي ذلك إلى زيادة خيبة الأمل في البلاد.

وبصرف النظر عن أي التزام بالاتفاق النووي الجديد، لن يكون هناك تغيير جوهري يُذكر في السياسة الخارجية الإيرانية؛ حيث إن المتشددين مثل "رئيسي" يواجهون الغرب، وبالتالي، سيكون من الصعب إبرام الصفقات، وستكون هناك رغبة أقل في السيطرة على وكلاء إيران في الشرق الأوسط. ففي مؤتمر صحفي عقده في الـ21 حزيران/ يونيو، صرح "رئيسي" بأنه غير مستعد للتفاوض حول موضوع دعم إيران لما أسماه "الميليشيات الإقليمية"، والتي تشمل "حماس" و"حزب الله" و"الحوثيين" على سبيل المثال لا الحصر، بل من الممكن حتى مع استمرار السعودية وإيران في المفاوضات الهادفة لتقليل التوترات بينهما، أن تعزز إيران دعمها "للحوثيين" في اليمن، الذين ينتصرون حاليًا، في محاولة للضغط على المفاوضين السعوديين.

ومع سيطرة المتشددين الآن على جميع المفاصل الرئيسية للحكومة، فمن المتوقع أن يستمر أي اتفاق يتم التوصل إليه بين إيران ودول أخرى لفترة أطول من أي اتفاق تم التوصل إليه في عهد "روحاني". ونظرًا لاحتمال أن يحل "رئيسي" محل "خامنئي" كمرشد أعلى، فيُرجَّح أن يُنظر إلى رئاسته أيضًا على أنها تتجنب المخاطرة؛ فقد تكون هناك تحركات للحد من التوترات، وتحسين نوعية الحياة، ورغم ذلك، فإن هدفه الرئيسي هو تجنب أي مخاطر غير ضرورية يمكن أن تقوّض فرصه في خلافة "خامنئي" كمرشد أعلى.

وإذا استمرت خيبة الأمل في الارتفاع، فقد يقرر الإيرانيون أنهم لا يستطيعون إصلاح نظامهم بشكل سلمي من خلال صناديق الاقتراع، وقد يتطلعون مرة أخرى إلى الاحتجاجات والانتفاضات، والتي سبق أن تم سحقها بوحشية من قبل النظام الإيراني، ومن قبل "رئيسي" نفسه، ويُحتمل أن تحدث مثل هذه النتيجة مرة أخرى. ورغم ذلك، ستبقى الفجوة بين النظام والمجتمع، ونتيجة لذلك ستكون هناك حاجة لمزيد من القمع للحفاظ على النظام في مكانه. في الواقع أيضًا، قد يُنظر إلى انتخاب "رئيسي" على أنه تحذير من النظام للمجتمع الإيراني بشأن العواقب التي سيواجهونها إذا حاولوا الاحتجاج كثيرًا.

Solace Global