السيناريو الأكثر ترجيحًا لسوريا على المدى المتوسط هو التقسيم الفعلي

السيناريو الأكثر ترجيحًا لسوريا على المدى المتوسط هو التقسيم الفعلي
الساعة : 13:30
8 يوليو 2021

على الرغم من مرور أكثر من عشر سنوات على الأزمة السورية، إلّا أنّه ليس هناك رغبة دولية وإقليميّة لإيجاد حل سياسي للأزمة، وربما تكون جائحة "فيروس كورونا" قد ساهمت بتجميد الخطوط الأماميّة حاليًّا والصراعات التي لم يتم حلها في سوريا، لكن من المرجح أن تستمر العوامل الأخرى، الدولية وليست الداخلية، في المساهمة في هذا الجمود. ويشمل ذلك رغبة روسيا في التقرب وعقد اتفاق شامل مع تركيا، كون الوجود العسكري التركي الكبير في الشمال الغربي من سوريا، يُصعب أي هجوم عسكري كبير للنظام، ومن غير المرجح إقدام قوات النظام على شن هجوم عسكري كبير في المنطقة على المدى القصير. كما أن حفاظ الولايات المتحدة على وجودها شرق سوريا يجعل أي هجوم للنظام السوري بدعم روسي شرق الفرات غير مجدٍ.

علاوة على ذلك، فإن تصميم رئيس النظام السوري "بشار الأسد" على منع أي انتقال سياسي يجعل التقدم الدبلوماسي غير قابل للتحقق حاليًا، ما يعني أن صناديق إعادة الإعمار الدولية والأوروبية ستظل غير متوفرة، وسيؤدي هذا، إلى جانب كل من العقوبات الأمريكية المستمرة والجديدة في كانون الأول/ديسمبر 2020، إلى استمرار المصاعب لسكان المناطق التي تسيطر عليها الحكومة، والتي تعتبر محنتهم غير ذات أهمية لكل من الحكومة وإيران وروسيا. ومن شبه المؤكد أن ديناميكيات الصراع الخارجي المختلفة، التي نتجت عن الإنهيار الجزئي للدولة السورية منذ عام 2011، ستستمر في الظهور على الأراضي السورية. كما إن تنظيم "داعش" أعاد إحياء أنشطته المحلية ببعض الدعم القبلي جنوب البلاد؛ وعليه، فإن السيناريو الأكثر ترجيحًا لسوريا على المدى المتوسط هو التقسيم الفعلي، وإشراك قوى خارجية، واستمرار الصراعات النشطة والمجمدة جزئيًا.

Jane's Information Group