اضطرت كييف إلى الاعتماد على استعداد حلفائها الغربيين لتزويدها بالأسلحة، لكنها قد تكون قلقة من أن هذا الدعم قد يتضاءل إذا تعرضت القدرة على تمويل مثل هذا الدعم العسكري لضغوط متزايدة. ومن المحتمل أن يكون استنفاد موسكو للصواريخ قد دفعها لفحص الإنتاج المحلي للطائرات المسيّرة الإيرانية ذات التصميم الأرخص نسبيًا. وفي ظل تطلع كلا الطرفين لزيادة إنتاج الأسلحة، لا يُتوقع أن ينتهي الصراع على المدى القصير، بل يُحتمل أن يطول القتال حتى عام 2023.
من ناحية أخرى، ستؤدي الهجمات الروسية المستمرة على البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا، إلى زيادة مخاطر السلامة على محطات الطاقة النووية، وستستمر مساعي موسكو لعرقلة المحاولات الأوكرانية لمواصلة تحدي السيطرة الروسية على المناطق الجنوبية وتقويض أمن الطاقة في البلاد. كما إن ظروف الأرض الموحلة خلال فصل الشتاء ستؤدي إلى إبطاء العمليات البرية لكنها لن تتوقف تمامًا، ما يعني أنه من الممكن تحقيق مزيد من المكاسب الإقليمية لأوكرانيا خلال الأشهر المقبلة، لكنها لن تكون كبيرة مثل استعادة خيرسون. وستشكل ظروف الأرض المتجمدة أيضًا مزايا تكتيكية على الأرجح في الشرق، لأن الأرض لم تتجمد في الجنوب في السنوات الأخيرة.
في هذا الإطار، تعني هذه العوامل أنه لا يُتوقع أن تحقق روسيا مكاسب كبيرة في الشرق خلال الأشهر المقبلة، لا سيما بالنظر إلى المشكلات المستمرة المتعلقة بنقص الإمدادات والقوات المدربة جيدًا. وفي الوقت نفسه، من المحتمل أن تمتلك موسكو القدرة على بدء إنتاج الطائرات بدون طيار في غضون أشهر، ما يدعم جهودها لمواصلة استهداف البنية التحتية لأوكرانيا. ورغم ذلك، لا يُرجح أن تتعمّد موسكو ضرب محطة طاقة نووية، بسبب مخاطر انتشار الإشعاع الذي لا يمكن السيطرة عليه، مع استمرار خطر وقوع أي حادث عرضي.
تورش لايت