من المؤكد أن اليمين المتطرف الصاعد في "إسرائيل" سيستخدم نجاحه الانتخابي الأخير للدفع قدمًا لتنفيذ أجندته القومية المتشددة، لكن من غير المرجح أن يغيّر حلفاء الولايات المتحدة وأوروبا والشرق الأوسط سياستهم تجاه "إسرائيل" بشكل كبير، رغم الانتقادات المحتملة. كذلك، فإن "الصهيونية الدينية" ستستخدم وجودها القوي في الكنيست، لمحاولة إعادة تشكيل النظام السياسي "الإسرائيلي" والسياسات الخارجية لصالح أيديولوجيتها المتعصبة، رغم أن حلفاء "إسرائيل" في الخارج، مثل الولايات المتحدة والإمارات، والسياسيين في الداخل، مثل "لابيد" المنتهية ولايته، يحذرون من فعل ذلك. وفي مفاوضاتها مع حزب "الليكود" بزعامة "نتنياهو"، ورد أن "الصهيونية الدينية" تحاول انتزاع وعود من الحكومة القادمة لتوسيع سيطرتها في الضفة الغربية، وإضعاف المحكمة العليا (التي يعتبرها الحزب بمثابة حصن من القانون الديني)، و تعزيز حقوق الفصل بين الجنسين للحريديين في الأماكن العامة. كما مارس الحزب ضغوطًا للسيطرة على المناصب الوزارية العليا، مثل حقيبة الدفاع أو المالية لزعيم "الصهيونية الدينية"، بتسلئيل سموتريتش، إضافةً إلى منصب وزير الأمن القومي الذي تم إنشاؤه حديثًا، والذي سيشرف على شرطة "إسرائيل" والسجون وأمن الحدود، لزعيم "عوتسما يهوديت"، ايتمار بن غفير.
بناءً على ما تقدم، سيضفي الانخراط المحتمل لليمين المتطرف في الحكومة القادمة الطابع الرسمي على تأثيره في السياسة الداخلية والخارجية؛ حيث تستعد حكومة "نتنياهو" المقبلة لأن تكون اليمين الأشد تطرفاً في تاريخ "إسرائيل" الحديث. وباستثناء وزارة الدفاع، قد يشغل السياسيون اليمينيون المتطرفون مناصب أقل أهمية، أو يقبلون وعودًا سياسية للتوصل لاتفاق بشأن حكومة ائتلافية جديدة. كما سيهيمن السياسيون الذين يريدون تقوية القومية اليهودية والنفوذ الحاخامي في البلاد على المكونات الأخرى للحكومة، مثل حزبي "شاس" المتشدد و"يهودية هتوراة المتحدة". وستكون الأولوية السياسية لهؤلاء المسؤولين الجدد إضعاف المحكمة العليا في "إسرائيل" حتى لا تتمكن بسهولة من إعاقة تشريعات الكنيست، وحظر إظهار التعاطف العلني مع المسلحين الفلسطينيين والرموز الفلسطينية، وإضعاف الحماية للأفراد "الإسرائيليين" من مجتمع الميم، وتعزيز الإعفاءات للمتطرفين الأرثوذكس في التعليم والخدمة العسكرية، وفرض القانون المدني "الإسرائيلي" (وليس العسكري) على المستوطنات والبؤر الاستيطانية في الضفة الغربية.
ستراتفور