شنّت كل من إيران وتركيا سلسلة من الضربات الجوية بطائرات مسيّرة وصواريخ على مواقع كردية في إقليم كردستان العراق أواخر تشرين الثاني/ نوفمبر، ما أثار حالة من انعدام الأمن في المنطقة على المدى القصير، لكن لا يُتوقع تصعيد العمليات العسكرية إلى توغلات برية في العراق على المدى المتوسط؛ فكثيرًا ما استهدفت إيران وتركيا الجماعات المتمردة الكردية في إقليم كردستان، وإن كانت الموجة الأخيرة هي الأشد.
ورغم أن تنفيذ تركيا لتهديدها بعملية برية ضد الأكراد يبدو وشيكًا في سوريا، إلا أن الأمر مختلف في العراق؛ فمن المرجح أن تركز الحكومة التركية بشكل أساس على شمال سوريا، حيث يظل طرد الميليشيات الكردية، التي تتهمها بإيواء نشطاء "حزب العمال الكردستاني" بعيدًا عن حدودها، أولويتها الاستراتيجية القصوى. كما إن تركيا تحتفظ بعلاقات وثيقة مع كل من الحكومة العراقية وحكومة إقليم كردستان، ولا يُتوقع أن تعرّض علاقات التجارة والاستثمار والتعاون الأمني المتزايدة للخطر من خلال إطلاق عملية برية. بالمثل، تتمتع إيران بعلاقات وثيقة مع الحكومة العراقية، والتي من المتوقع أن تنمو بشكل كبير في ظل حكومة "الإطار التنسيقي" التي تم تشكيلها مؤخرًا، حيث تهيمن عليها الأحزاب الشيعية الموالية لإيران. وعليه، فإن أي حملة برية قد تؤدي لإثارة الغضب تجاه إيران داخل العراق، ما يقوّض النفوذ الشعبي الذي نسقته إيران على مدى عقود.
من جهة أخرى، فإن التزام العراق بنشر قوات من جيشه في المناطق الحدودية بين إيران وتركيا وإقليم كردستان، بموافقة حكومة الإقليم، وهي خطوة من المقرر تنفيذها في الأسابيع المقبلة، سيهدئ المخاوف الإيرانية والتركية من تحركات الجماعات المتمردة في هذه المناطق، ومن المرجح أن يقلل من وتيرة الضربات على المواقع الكردية. وإن كان من المتوقع أن تستمر الضربات الجوية والصاروخية على المدى المتوسط، إلا أنها ستكون أقل حدة مع تباطؤ الاحتجاجات في إيران وتصعيد تركيا عملياتها العسكرية شمال سوريا. ولا يُتوقع التصعيد في العمليات البرية في العراق؛ فلا يبدو أن تركيا وإيران على استعداد لتهديد علاقاتهما الدبلوماسية والاقتصادية الوثيقة مع الحكومة الفيدرالية العراقية.
إيكونوميك إنتيليجنس يونيت