لا يزال غير واضح إن كانت تركيا ستتدخل ضد قوات سوريا الديمقراطية "قسد" في تل رفعت ومنبج بسوريا ولا متى وكيف سيكون ذلك التدخل، ولم يتضح أيضًا حتى الآن إن كانت تركيا وسوريا ستستأنفان العلاقات الثنائية أم لا، ولا بأي شكل أو إلى أي مدى ستصل هذه العلاقات. فمن ناحية يمكن أن يؤدي التدخل التركي أحادي الجانب إلى نسف التقارب بين أنقرة ودمشق. لكن من ناحية أخرى، يمكن أن يؤدي التحرر السياسي التركي-السوري إلى تسهيل شكل من أشكال التدخل المتفق عليه بشكل متبادل، ربما من خلال إحياء اتفاقية أضنة، وبالتالي فإن التنبؤات بالمستقبل القريب صعبة للغاية، لكن يمكن تمييز اتجاهات عامة معينة على المدى الطويل.
على سبيل المثال، يبدو من المستبعد جدًا أن تتمكن "قسد" من الحفاظ على الوضع الراهن في تل رفعت ومنبج إلى أجل غير مسمى في مواجهة تركيا، ومع ذلك، قد تنتهي صلاحية حكم "قسد" بعدة طرق مختلفة، فيما لا يزال من الممكن أن تقرر تركيا خداع "بوتين" من خلال تدخل عسكري أحادي الجانب. والاحتمال الآخر هو أن تناور أنقرة بتنازلات أخرى للفوز بموافقة دمشق و/أو موسكو على عملية عسكرية. أما الخيار الآخر فهو أن تدفع الاتصالات التركية السورية حكومة الأخيرة للعمل ضد "قسد"، أو إقناع "قسد" بتسليم السلطة لدمشق لعدم وجود خيارات أفضل.
ويمكن أيضًا تصور اتفاقيات أكثر محدودية؛ فعلى سبيل المثال بشأن استخدام تركيا للطائرات المسيّرة، يبدو من المرجّح الآن أن تتم بعض أشكال التطبيع الدبلوماسي المحدود في غضون فترة قصيرة نسبيًا، وربما حتى قبل نهاية العام، لأسباب ليس أقلها أن "أردوغان" يبدو حريصًا على إظهار النتائج في الفترة التي تسبق انتخابات 2023. كما يبدو أن الأساس لتجديد الاتصالات قد تم بالفعل من خلال المناقشات على مستوى الاستخبارات، ومن المحتمل أن يكون اجتماع وزراء الخارجية الخطوة الأولى، على أن تليها خطوات أخرى تشمل اتصالات على مستويات أدنى أو أعلى، بما في ذلك بين "أردوغان" و"الأسد"، وإنشاء قناة مفاوضات ثنائية رسمية، إلخ.
سويديش ديفينس ريسيرش إجنسي