تشير التحليلات أن استمرار الصراع في اليمن سيجلب المزيد من الويلات على البلد الذي يعيش أسوأ أزمة إنسانية في العالم، وسيصبح الوصول إلى تسوية سياسية أكثر صعوبة مع المضي قدمًا في 2022. كما إن أزمة عدم الاستقرار ستُبقِي البلد مسرحًا جيوسياسيًا بالوكالة للقوى الإقليمية المختلفة؛ حيث لا تزال الأزمة الحالية في اليمن بلا نهاية واضحة، لأن الجهات الفاعلة في الحرب تدفع الصراع باستمرار بعيدًا عن أي تسوية سياسية أو وقف إطلاق للنار.
كما إن الجبهات الرئيسية لم تصل إلى حل حقيقي رغم القتال العنيف، مع إصرار جميع الأطراف على عدم الانسحاب، خصوصًا في محافظات شبوة ومأرب وسط البلاد ومنطقة الحديدة الساحلية. ومن المهم الإشارة إلى أن الأطراف المتحاربة على الأرض متكافئة نسبيًا، كما إن الموارد الموجودة خصوصًا احتياطيات النفط في مأرب، وميناء الحديدة والمنطقة الساحلية، وأراضي شبوة ذات القيمة السياسية، تمنع الجانبين من المبادرة للتراجع عن الخطوط الأمامية. من جهتها، قد تعمل السعودية على تغيير قواعد اللعبة في حال رأت أن الخسائر المادية والبشرية مكلفة للغاية، أو إذا بدأت جهود التجنيد في صفوف الحوثيين بالتراجع.
مع بداية عام 2022، لا يتوقع المحللون والسياسيون الوصول إلى تسوية في ملف الأزمة اليمنية خلال هذا العام، وإنما سيؤدي الصراع المستمر إلى إبقاء اليمن مسرحًا جيوسياسيًا بالوكالة للسعودية وإيران، والجهات الخارجية الأخرى التي لها مصالح في المنطقة. من جهة أخرى، فإن تعميق عدم الاستقرار في اليمن يعتبر من أبرز العوامل التي تدفع الرياض وأبوظبي إلى التفكير في التقارب مع إيران في الوقت الحالي، على أمل أن يؤدي التواصل مع طهران إلى التخفيف من خطر امتداد الصراع اليمني إلى أرض سعودية أو إماراتية، خصوصًا وأن طهران هي من توفر الدعم الاقتصادي والفني للحوثيين.
على جانب آخر، تحرص الرياض على العمل على تحقيق ضروراتها الاستراتيجية، المتمثلة في الحفاظ على وحدة أراضي المملكة، ومنع أي حكومة شيعية أو ذات توجهات إيرانية أو متطرفة من تولي زمام القيادة في صنعاء، وبالتالي فإن بعض التوقعات تشير إلى أن الرياض ستحاول الوصول إلى حل خلال 2022.
في ظل المعطيات الحالية، المتمثلة في وجود التحالف اليمني الذي تقوده السعودية على جانب واحد من الحرب، ووجود الحوثيين على الجانب الآخر، يرجَّح انهيار جميع جهود وقف إطلاق النار خلال عام 2022 في جميع المناطق المتنازع عليها، والتي أعاقت التسويات السياسية السابقة. هذا، إضافةً إلى أن استمرار الحرب سيجبر الولايات المتحدة على استمرار مشاركتها في اليمن، من أجل حماية شريكتها السياسية "السعودية" من التهديد المتزايد لصواريخ الحوثيين وضربات الطائرات بدون طيار.
ستراتفور