يُظهر المسؤولون "الإسرائيليون" مزيدًا من البراغماتية حول إمكانية إبرام صفقة نووية محدودة مع إيران، تحت رعاية "خطة العمل الشاملة المشتركة". ووفقًا لتقرير "أكسيوس" الصادر في الخامس من كانون الثاني/ يناير، أخبر رئيس المخابرات العسكرية "الإسرائيلية" الوزراء "الإسرائيليين" خلال اجتماع لمجلس الوزراء الأمني في الثاني من الشهر ذاته، أن "إسرائيل" ستكون "أفضل حالًا" إذا أسفرت المحادثات النووية الإيرانية الجارية عن اتفاق بالفعل. إن وجود جزء على الأقل من المؤسسة الأمنية "الإسرائيلية" وراء صفقة محتملة من شأنه أن يوفر دعمًا مهمًا من قوة إقليمية رئيسية، كانت تعارض سابقًا "خطة العمل الشاملة المشتركة" عام 2015، والتي يمكن أن تساعد في الحفاظ على أي صفقة.
إن الموقف المتغير للمخابرات العسكرية "الإسرائيلية" يشير إلى تغير في تصور الحكومة "الإسرائيلية" لقيمة اتفاقية محدودة. ووسط تعثر المفاوضات، خاصةً في حالة انهيارها، قد تسرع إيران في تخزين اليورانيوم عالي التخصيب وتقرر في مرحلة ما تصنيع قنبلة نووية. لكن مع وجود اتفاق، حتى وإن كان محدودًا، ستوافق إيران علنًا على الأقل على تجميد أجزاء من برنامجها النووي، ما يخفف من بعض المخاوف الأمنية "الإسرائيلية". لكن تغيير المخابرات العسكرية تقييمها بشأن معادلة التكلفة والفائدة لا يعني بالضرورة أن كل الحكومة "الإسرائيلية" تشترك في الرأي نفسه؛ وهذا يعني أن "إسرائيل" من المرجح أن تستعد لنتيجة يتم فيها إبرام صفقة.
بالمقابل، لا تعني المؤشرات على تليين الموقف من الصفقة أن "إسرائيل" غيرت تقييمها الأساسي للتهديد فيما يتعلق بإيران؛ حيث سيظل صراع الظل بين "إسرائيل" وإيران مصدرًا قويًا للمخاطر في المنطقة، بغض النظر عن الصفقة التي قد تظهر في فيينا. ومن الناحية المثالية، قد ترغب الحكومة "الإسرائيلية" في صفقة تحد من مجموعة من السلوكيات التهديدية لإيران بما يتجاوز تطويرها النووي؛ حيث تريد "إسرائيل" على وجه الخصوص منع أي شيء قد يسهّل على إيران تطوير صواريخ باليستية أو توسيع وكلائها الإقليميين.
كما إن وجهة النظر "الإسرائيلية" الجديدة بشأن الاتفاق النووي يمكن أن تعمل على إطالة عمر الاتفاقية؛ فقد تُحجم "إسرائيل" عن الضغط على حكومة أمريكية مستقبلية للخروج من الصفقة، أو تحاول تعطيلها من جانب واحد. فقد كانت الحكومة "الإسرائيلية" في السنوات الأخيرة الفاعل العالمي الأكثر صوتًا، الذي تحدث في المنتديات الدولية مثل الأمم المتحدة، وفي الاجتماعات الثنائية مع أعضاء لجنة "خطة العمل المشتركة الشاملة" والولايات المتحدة، حول مخاوف "إسرائيل" الأمنية الوطنية العميقة فيما يتعلق بإيران.
وإذا كان انتقاد الحكومة "الإسرائيلية" لأي صفقة أكثر صمتًا إلى حد ما، كما تشير تقارير "أكسيوس" الأخيرة، فإن ذلك سيساعد لجنة "خطة العمل الشاملة المشتركة" والحكومة الأمريكية الحالية، على إقناع الرافضين المحليين والعالميين بقيمة مثل هذه الصفقة. كما إن الدعم "الإسرائيلي" للصفقة قد يعني أيضًا استعدادًا أقل من جهة "إسرائيل" لتعطيلها، وبالتالي انخفاض خطر الهجمات "الإسرائيلية" على إيران، على غرار ما حدث من اغتيال العالم النووي الإيراني، محسن فخري زاده عام 2020، إذا فضّلت "إسرائيل" الصفقة على عدم الاتفاق.
ستراتفور