إن المستقبل يحمل المزيد من الاختلافات بين السعودية والإمارات، أحدها يتعلق بـ"إسرائيل" التي قامت الإمارات بتطبيع العلاقات معها، والتي لم يقم بها السعوديون. ورغم أن المملكة لديها قطاعات بارزة مؤيدة لـ"إسرائيل" تحاول تغيير المشاعر العامة لصالح التطبيع، إلّا أّن الرياض تحت حكم "الملك سلمان" ظلت ملتزمة بمبادرة السلام العربية التقليدية، وبالتالي من غير المرجح أن تتعاون علانيةً مع "إسرائيل". وقد تكون التعريفات الجديدة التي استهدفت السلع أو الخدمات التي توفرها "إسرائيل"، مجرد بداية لمحاولة أكثر علنية من قبل الرياض للحد من مكاسب الإمارات من التطبيع مع "إسرائيل".
أما في اليمن، فيمكن أن تتحول العلاقة بين الإمارات والمملكة إلى الأسوأ بسهولة، خاصةً وأن حليف الإمارات، "المجلس الانتقالي الجنوبي"، يواصل السعي لانفصال نهائي عن اليمن الذي يريد الحفاظ على نفسه موحدًا. وفي المراحل السابقة من عنف "المجلس الانتقالي" والحكومة اليمنية، لعب الإماراتيون دور الوسيط لدحر التوترات، لكن جولات جديدة من القتال قد تجعل الصحف السعودية وحتى الدبلوماسيين الرسميين، ينتقدون بشكل صريح دعم الإمارات لـ"الانتقالي"، الأمر الذي من شأنه أن يزيد العلاقات الدبلوماسية توترًا.
أخيرًا، وعلى صعيد المنافسة الاقتصادية، يبدو أن كلا الجانبين قد يستعدّان لمنافسة طويلة الأجل؛ فمن المحتمل أن تقوم كل من الإمارات والسعودية بتغيير السياسات وخلق الحوافز لكسب الشركات والسياح، مع محاولة الاستفادة من العيوب النسبية لبعضهما البعض. لكن من المحتمل أيضًا أن يراهنا على مشاريع ذات إنفاق كبير تهدف لتقويض اقتصادات بعضهما البعض، حتى لو لم يكن واضحًا بالضرورة أن بناء مثل هذه المشاريع أمر اقتصادي؛ فمشروع "نيوم" شمال غرب المملكة يعتبر بالفعل مشروعًا طويل المدى.
لكن إذا اكتملت المدينة المستقبلية الضخمة تمامًا، فقد تكون عامل جذب رئيسي يجذب الشركات والعمال بعيدًا عن مراكز التسوق الجذابة في دبي. ورغم أن العلاقات التي تربط البلدين ستستمر في القيام بذلك في المسائل الاستراتيجية الكبرى، إلا أن الرياض وأبو ظبي سترسمان دورات مختلفة، متنافسة في بعض الأحيان، في العقد القادم.
ستراتفور