فشل المحادثات بين النظام السوري والمعارضة في درعا قد يؤدي إلى انتشار الاضطرابات في جميع أنحاء سوريا

فشل المحادثات بين النظام السوري والمعارضة في درعا قد يؤدي إلى انتشار الاضطرابات في جميع أنحاء سوريا
الساعة : 18:45
12 أغسطس 2021

على المدى القريب، سيجُري كل من المعارضة والنظام السوري محادثات لوقف إطلاق نار جديد، يهدف إلى تعزيز مواقفهم ضد بعضهم البعض، مع ترجيح استمرارية كلا الجانبين في استخدام القوة العسكرية للتنافس على اليد الطولى في المفاوضات، مع سعي النظام السوري للحصول على دعم روسي وإيراني لشن حملة عسكرية أكثر شمولًا في درعا. في غضون ذلك، ستلجأ المعارضة للضغط العسكري لكسب تنازلات من النظام في جولة أخرى من المفاوضات.

من جهتها، كانت روسيا مترددة في تنفيذ عمليات عسكرية واسعة النطاق جنوب سوريا؛ ويرجع ذلك جزئيًا إلى القلق من خلق طوفان جديد من اللاجئين قد يثير غضبًا دوليًا، كما تخشى موسكو أن تؤدي مثل هذه العمليات إلى زيادة الاهتمام "الإسرائيلي" والأمريكي بالقتال على الأرض، لحماية مرتفعات الجولان القريبة من القوات المدعومة من إيران. وإذا فشلت محادثات وقف إطلاق النار وتمكّن المعارضون من صد قوات النظام في درعا وسط القتال المستمر، فإن الاضطرابات ستنتشر في جميع أنحاء سوريا، حيث يُحتمل أن يشن المسلحون هجمات من محافظة إدلب.

علاوة على ذلك، قد تؤجج الأزمة الاقتصادية المتفاقمة في سوريا الاحتجاجات والمعارضة في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك المناطق الموالية للنظام. كما أن انتصار المعارضة في هذه المرحلة الأخيرة من الصراع قد يشجع المنشقين على تحدي سيطرة الحكومة، والمطالبة بتنازلات اقتصادية أو حتى سياسية، إضافة إلى لفت نظر المسلحين في إدلب إلى أن الدعم الروسي والإيراني قد يضعف أو يمكن التراجع عنه، ما يشجعهم على مضايقة قوات النظام على طول خط وقف إطلاق النار في المحافظة.

لكن إذا حصلت دمشق على دعم إيراني وروسي كافٍ لتنفيذ عملية عسكرية موسعة في المدينة الحدودية، فإن التصعيد اللاحق للعنف سيهدّد بإرسال موجة جديدة من اللاجئين إلى الأردن المثقل بالأعباء. وإذا استمرت المعارضة في إحراز تقدم في درعا، فقد تقدّم روسيا وإيران دعمًا كاملًا لقوات النظام لشن عملية عسكرية كبيرة، بما في ذلك الدعم الجوي. ومع ذلك، فإن مثل هذه العملية قد تسبب خسائر مدنية واسعة النطاق، وتدفع طوفانًا جديدًا من السوريين إلى الأردن. وهذا بدوره سيجبر الدول الأخرى على زيادة مساعداتها لجار سوريا الجنوبي، الذي يستضيف بالفعل 655 ألف لاجئ سوري.

ستراتفور