اجتاح مئات من أنصار رجل الدين الشيعي، مقتدى الصدر، في الـ20 من تموز/ يوليو السفارة السويدية في حي الصالحية وسط بغداد وأشعلوا حريقًا داخل جدران السفارة، ردًا على قيام متظاهر في السويد بحرق المصحف، ولم يتضح مدى الأضرار التي لحقت بمبنى السفارة لكن الموظفين لم يكونوا متواجودين أثناء الحادث. كما استهدف مسلحون مجهولون، في الـ17 من الشهر ذاته بالأسلحة وقذائف "آر بي جي"، مقرات الفصائل المتحالفة مع إيران ومنافسي "الصدر": "منظمة بدر"، وحركة "أنصار الله الأوفياء" و"عصائب أهل الحق" في النجف جنوب العراق، حيث قتل أحد أفراد أمن "منظمة بدر".
وبين الـ15 والـ16 من تموز/ يوليو، قام أنصار "الصدر" بتخريب وإضرام النار في 18 مكتبًا لـ"حزب الدعوة الإسلامي"، الذي يقوده رئيس الوزراء الأسبق، نوري المالكي، وسط وجنوب البلاد ردًا على تدوينة من أحد أعضاء الحزب يهين فيها والد "الصدر". وقد سبق ذلك عروض مسلحة على مدار أسبوعين من قبل ميليشيا "الصدر" "سرايا السلام" في البصرة، رغم تعليق "الصدر" عمليات ميليشياته بعد القتال الذي دار في المنطقة الخضراء في آب/ أغسطس 2022.
إن سلسلة أحداث العنف هذه تشير إلى نية "الصدر" لاستعادة نفوذه السابق في جهاز الدولة (الذي يتم من خلاله ضمان الوصول إلى الموارد والمحسوبية)، من خلال حشد قاعدة الدعم الكبيرة والميليشيات التابعة له بعد فترة من الهدوء النسبي، عقب تشكيل الحكومة في تشرين الأول/ أكتوبر 2022 دون مشاركته. فمن المرجح أن الاحتجاجات والهجمات ضد السفارة السويدية كانت استعراضًا للقوة، للإشارة إلى منافسيه السياسيين في "الإطار التنسيقي" (لا سيما "عصائب أهل الحق" وحزب الدعوة)، بأنه لا زال يملك القدرة على حشد المؤيدين في وقت قصير، وللتحذير من التهميش المستمر لتياره داخل مؤسسات الدولة.
كما تسلط تلك الهجمات الضوء على خطر التصعيد من قبل الجهات الفاعلة التي شجعتها هجمات الصدريين ضد مكاتب حزب الدعوة. لكن لم يعلن "الصدر" بعد إذا كان تياره سيخوض انتخابات المحافظات المقرر إجراؤها في كانون الأول/ ديسمبر 2023، رغم أنه لا يرجح أن تقلل مشاركته من احتمال وقوع مزيد من الهجمات على المنافسين، بل إن هذا الخطر سيزداد، لا سيما في حال أداء خصوم "الصدر" بشكل جيد في معاقله بمحافظتي البصرة وميسان.
إس آند پي جلوبال ماركيت إنتيليجنس