إن العلاقات الودية بين البلدان التي شاركت في مؤتمر بغداد الأخير يمكن أن تقود إلى تعاون أعمق، وتحسين الاستقرار في الخليج العربي في حالة التقارب الإيراني السعودي، حيث ركزت المباحثات على الأهداف المشتركة بين الحضور، وكثير منهم من المنافسين الإقليميين، وهو أمر نادر في سياسات الشرق الأوسط الأوسع.
وسيمكّن تحسن العلاقات بين دول الخليج العربي من التوصل إلى تفاهم مشترك بشأن إيران، وهو أمر ضروري لأي تقارب إيراني سعودي. ورغم أن قمة بغداد ركزت إلى حد كبير على تعزيز الاستقرار العراقي، إلا أن إحدى النتائج الأكثر أهمية كانت إمكانية تحسين العلاقات الخليجية.
وإن كانت الخلافات الداخلية لدول مجلس التعاون الخليجي تلاشت في الأشهر الأخيرة؛ حيث ألغت السعودية والإمارات حصارهما على قطر، إلا أن مستوى الدعم المتفاوت من قبل الحكومات لكل من إيران والإسلام السياسي يظل نقطة الخلاف الأساسية بين دول المجلس. لكن العلاقات الأكثر واقعية بين هذه الدول الإسلامية، والتي ظهرت بشكل كامل خلال مؤتمر العراق الأخير، تشير إلى أنها ناقشت هذه القضايا خلف أبواب مغلقة وتوصلت إلى شكل من أشكال التفاهم.
ورغم ذلك، سيعتمد التحسن المستمر للعلاقات الفاترة في الخليج العربي إلى حد كبير على جهود إيران والسعودية لإصلاح العلاقات الثنائية. وقد كان المؤتمر، من خلال الجَسْر العلني لبعض العلاقات المتوترة بين دول الخليج العربي وإيران، خطوة صغيرة لكنها ملحوظة لتحقيق هذه الغاية. لكن المسؤولين السعوديين والإيرانيين رفيعي المستوى سيحتاجون إلى الاجتماع بشكل مباشر وعلني، من أجل المصالحة الإقليمية للحفاظ على هذا الزخم.
ستراتفور