تقارب أنقرة ودمشق قد يؤدي لعمليات مشتركة ضد الأكراد وينعكس إيجابًا على الوضع الاقتصادي والأمني

تقارب أنقرة ودمشق قد يؤدي لعمليات مشتركة ضد الأكراد وينعكس إيجابًا على الوضع الاقتصادي والأمني
الساعة : 16:30
3 فبراير 2023

من غير المرجّح أن يلتقي كل من الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، ورئيس النظام السوري، بشار الأسد، قبل الانتخابات التركية ما لم تمارس موسكو ضغوطًا كبيرة على دمشق؛ فقد تعرض "أردوغان" في السنوات الأخيرة لانتقادات واسعة بسبب قبوله بدخول اللاجئين السوريين إلى بلاده، وبالتالي فإن المصالحة المحتملة بين "الأسد" و"أردوغان" ستمنح الأخير دفعة كبيرة في استطلاعات الرأي؛ حيث سيضطر كثير من اللاجئين إلى العودة إلى سوريا إذا عادت العلاقات مع دمشق. لذلك، لن يكون "الأسد" على استعداد لمنح "أردوغان" هدية سياسية، ومن المتوقع أن يؤجل لقاءه إلى لما بعد الانتخابات إذا أعيد انتخابه. من جانبها، لن تتنازل دمشق عن مطالبة أنقرة بسحب قواتها من الأراضي السورية مقابل المصالحة، فيما يُتوقع من أنقرة أن تستجيب لتلك المطالب لكنها من المؤكد أن تطلب من "الأسد" تقديم ضمانات أمنية لأنقرة.

على الجانب الآخر، سيكون من المرجّح شن هجوم سوري تركي بتنسيق ودعم روسي ضد الفصائل الكردية إذا تحقق هذا التقارب؛ فلدى دمشق وأنقرة مصلحة مشتركة في إلغاء، أو على الأقل الحد من، الحكم الذاتي للفصائل الكردية شمال سوريا، لا سيما في منبج وتل رفعت، فيما يعتبر هذا الأمر أكثر إلحاحًا بالنسبة لتركيا منه لسوريا. وقد يوحّد الطرفان التركي والسوري جهودهما لإجبار الأكراد على الانسحاب من هذه المناطق دون قتال؛ فبالتنسيق معًا ستتمكن كل من دمشق وأنقرة بصورة أكبر من كبح النفوذ الكردي، رغم أن الوجود والدعم الأمريكي للأكراد سيعقدان هذه المحاولات.

على صعيد العلاقات الإقليمية، فإن استئناف العلاقات الدبلوماسية والحصول على تنازلات كبيرة من أنقرة سيمنح "الأسد" قدرًا كبيرًا من الدعم السياسي والشرعية لنظامه، كما سيؤدي إلى تخفيف الضغوط على الاقتصاد السوري الذي تمزقه الأزمة. إضافةً لذلك، تمتلك تركيا قدرات كبيرة في التصنيع ومصادر الوقود، وبالتالي ستكون قادرة على تصدير المواد الخام إلى سوريا في حالة المصالحة. وبالمثل، فإن التحسين المشترك لأنقرة ودمشق للبيئة الأمنية شمال سوريا سيعزّز الاستقرار الداخلي في كلا البلدين.

تورشلايت