المصالح المشتركة ستدفع العلاقات التركية الجزائرية إلى مزيد من التطور

المصالح المشتركة ستدفع العلاقات التركية الجزائرية إلى مزيد من التطور
الساعة : 16:00
21 يونيو 2022

من المتوقع بقوة أن تتطور العلاقات التركية الجزائرية في المستقبل القريب، نظرًا للمخاوف الأمنية المتقاربة شمال أفريقيا، ما يعزز فرص التعاون الاقتصادي والعسكري. من طرفها، ستقوم تركيا بدعم استراتيجية الجزائر لتعزيز اقتصادها، من خلال جلب الاستثمار الأجنبي المباشر إضافةً إلى تنويع شراكاتها التجارية.

يشار إلى أن الجزائر تلعب دورًا بارزًا في المنطقة في الوقت الحالي، وذلك بسبب ديناميكيات الطاقة والتنافس مع المغرب والأزمة السياسية المستمرة في ليبيا. وبحسب التحليلات، فقد أصبحت مواقف الجزائر وتركيا بشأن الأزمة الليبية أكثر توافقًا، لا سيما وأن التطورات السياسية الأخيرة تهدد التسوية السياسية التي تدعمها الأمم المتحدة، والتي يدعمها كلا البلدين. بدورها، تحرص الجزائر على منع استئناف الأعمال العدائية في ليبيا، لأن ذلك قد يؤدي إلى انتشار العنف عبر حدودها مع جارتها الممتدة لمسافة ألف كيلومترًا.

كما تعزز أنقرة وعودها للجزائر بتأسيس طرق تجارية آمنة وفعالة من حيث التكلفة عبر البلاد، والتي يمكن أن تكون بمثابة بوابة إلى أفريقيا وجنوب الصحراء الكبرى. وتسعى تركيا لتعميق نفوذها الدبلوماسي والاقتصادي في منطقة الساحل، فيما تتمتع الجزائر بموقع رئيسي يمكن لأنقرة الاستفادة منه، بسبب موقعها الجغرافي وعلاقاتها القوية مع دول الساحل.

بناءً على ذلك، يُتوقع أن تتعزز العلاقات الجزائرية التركية بسبب التآزر الجيوسياسي المتزايد وتدفقات التجارة والاستثمار. ورغم ذلك، ستحافظ الجزائر على نهج حذر في السياسة الخارجية، وتتنقل بين تركيا وروسيا والشركاء الغربيين. كما أنه من المتوقع أن يقرّب الصراع الليبي الجزائر من تركيا، على الأقل في المدى القريب، لا سيما وأن كلا البلدين يدعمان حكومة الوحدة الوطنية الليبية، إضافة إلى أن الجزائر حريصة على الحفاظ على الاستقرار في جارتها.

إيكونوميك إنتيليجنس يونيت