تبدي المملكة السعودية اهتمامًا ضعيفًا بالتواصل مع إدارة "بايدن" حتى الآن، فالكرة الآن في ملعب الرياض لأنها تقيّم المزايا والعيوب إزاء الاستسلام للضغط الأمريكي لزيادة إنتاج النفط بشكل أكبر. ولا تزال النظرة المستقبلية للعلاقات الأمريكية السعودية سلبية؛ فدون دعم أمريكي أكبر في اليمن، ودور أكبر في سياسة إدارة "بايدن" تجاه إيران، من غير المرجح أن تتفاعل السعودية بإيجابية مع الدعوات لزيادة معدل إنتاج النفط. ومع ذلك، فإن التحول الأخير في موقف الإدارة بشأن إيران وفنزويلا يُظهر أن "بايدن" مستعد لدفع تكلفة سياسية، على جبهة السياسة الخارجية في محاولة لخفض أسعار الوقود في الداخل.
ورغم التوقعات السلبية، إلا أن المصالح السعودية والأمريكية ستتماشى بشكل وثيق إذا أضرت أسعار النفط المرتفعة بمستوى الطلب العالمي عليه. ومع وجود إشارات بالفعل على تدني الطلب في أوروبا وأمريكا الشمالية نتيجة ارتفاع الأسعار، إلا أن الطلب يتزايد في آسيا حيث تدخل المنطقة مرحلة ما بعد التعافي بعد جائحة "Covid-19". وفي نهاية المطاف، سيكون للاعتبارات التجارية تأثيراً أكبر من حوافز السياسة الخارجية للولايات المتحدة.
أما على المدى البعيد، فيُرجح أن تستمر العلاقات في الضعف ما لم يتم تغيير اتجاه سياسة الولايات المتحدة بعيدًا عن المنطقة، والتي جرى اتباعها من قبل الإدارات الأمريكية الثلاث الأخيرة. أما في الوقت الحالي، فستسعى إدارة "بايدن" إلى صفقة قصيرة الأجل بشأن السياسة النفطية فقط، وليس إلى تعديلات طويلة الأجل في العلاقات مع السعودية.
فيريسك مابليكروفت