توقعات بتصاعد الحرب التكتيكية السرية بين "إسرائيل" وإيران مع عدم استبعاد تحوّلها لحرب إقليمية

توقعات بتصاعد الحرب التكتيكية السرية بين
الساعة : 14:15
22 مارس 2022

بغض النظر عن نتيجة مفاوضات الغرب مع إيران حول برنامجها النووي، ستستمر كل من إيران و"إسرائيل" في التصعيد التكتيكي لحملتيهما السرية ضد بعضهما البعض. وإن كان المفاوضون في فيينا حاليًا في طور الانتهاء من الاتفاق، إلا أن ذلك لن يؤدي إلا إلى استعادة شروط الاتفاق النووي الإيراني الأصلي الذي تم توقيعه عام 2015، والذي لا يبدد مخاوف "إسرائيل" الأخرى فيما يتعلق بسياسات طهران الخارجية، فضلًا عن قدراتها العسكرية والإلكترونية.

وسيدفع ذلك "إسرائيل" إلى مواصلة حملتها السرية ضد إيران، (وربما تصعيدها خاصةً إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق)، لتقويض برامج طهران النووية وصواريخها والطائرات بدون طيار. بموازاة ذلك، ستستمر إيران في اعتبار "إسرائيل" عدوها الإقليمي والأيديولوجي الأساسي بغض النظر عن أي اتفاق نووي، وقد تكون على استعداد لاستخدام قوة أكبر وبشكل علني، مثل الصواريخ الباليستية التي تطلقها من أراضيها، ضد أهداف "إسرائيلية" مزعومة خارج "إسرائيل"، خاصةً إذا انهارت المفاوضات النووية بين القوى العالمية ولم تصل إلى اتفاق.

وإذا تم التسليم بذلك، فإن الهجوم "الإسرائيلي" الذي وقع الشهر الماضي على قاعدة الطائرات بدون طيار الإيرانية، يشير إلى أن "إسرائيل" مستعدة للتصعيد بدءًا من العمليات التخريبية ضد إيران إلى حد شن ضربات جوية مباشرة على الأراضي الإيرانية. وبالنظر إلى الهجوم الصاروخي الإيراني اللاحق على قاعدة المخابرات "الإسرائيلية" في أربيل، والذي يُعتبر أنه جاء ردًا على مثل هذه الضربات، فإن إيران مستعدة لاستخدام نظام الصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار لضرب أهداف "إسرائيلية"، في مناطق مثل كردستان العراق أو الدول الصديقة لـ"إسرائيل".

بالمقابل، ستسعى كل من "إسرائيل" وإيران إلى تجنب حرب إقليمية كبرى؛ حيث لا يزال تبادل الضربات المتصاعدة تكتيكيًا بين البلدين ينطوي على مخاطر كبيرة في إثارة موجات من العنف غير محسوبة العواقب، ويشمل ذلك الدول أو المناطق الصديقة لـ"إسرائيل". ومع إظهار كل من "إسرائيل" وإيران استعدادًا كبيرًا لاستكشاف طرق جديدة لضرب بعضهما البعض، فإن الخطر لا يزال قائمًا من أن يؤدي أي هجوم إلكتروني أو ضربة جوية أو طائرة بدون طيار أو قذائف صاروخية إلى إصابات أو أضرار غير متوقعة.

كذلك، يُرجّح أن تقوم "إسرائيل" بالرد على أي هجوم إلكتروني يسفر عن مقتل مدنيين، أو ضربة تقليدية تتسبب في أضرار داخل أراضيها، أو خسارة طائرة أثناء القيام بعمليات ضد أهداف إيرانية في جميع أنحاء المنطقة. ومن المحتمل كذلك أن تصعّد إيران من جانبها، ردًا على الأعمال "الإسرائيلية" السرية التي تتم إما داخل إيران أو يتم إطلاقها من قبل دول خارجية جديدة، مثل البحرين أو الإمارات، اللتين قامتا مؤخرًا بتطبيع العلاقات مع "إسرائيل".

من جهة أخرى، يُتوقع أن يتخذ الطرفان نمطي تصعيد للرد على الاستفزاز الفوري ثم التهدئة مرة أخرى؛ ومع ذلك، ونظرًا لارتفاع مستوى التوترات بين الجانبين، لا يمكن استبعاد حدوث تصعيد سريع محتمل يؤدي لحرب الإقليمية. إضافةً إلى ذلك، سيواجه البلدان أو المناطق الصديقة لـ"إسرائيل"، مثل كردستان العراق والبحرين والإمارات، خطرًا متزايدًا من الهجمات الإيرانية على أراضيها. كما إن النشاط التجاري المرتبط بـ"إسرائيل"، مثل الشحن، قد يشهد كذلك خطرًا متزايدًا من الضربات الإيرانية.

ستراتفور