كانت الجهود الدبلوماسية المؤقتة بين السعودية وإيران على مدى السنوات الثلاث الماضية ضعيفة جدًا، وما زالت العلاقات تسير في مسار سلبي واضح، وسط اتهام طهران للرياض بدعم الاحتجاجات المستمرة على أراضيها ضد النظام. كما يعتبر انتهاء وقف إطلاق النار في اليمن في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي مصدر قلق وتهديد آخر؛ حيث يمكن لإيران بسهولة أن تضع كلًّا من السعودية والإمارات تحت الضغط، من خلال تجديد هجمات الحوثيين بالطائرات المسيرة والصواريخ من اليمن.

في سياق المسار السلبي للعلاقات السعودية الإيرانية أيضًا، أدت التحذيرات السعودية من هجوم إيراني "وشيك" في أوائل تشرين الثاني/ نوفمبر إلى تدهور العلاقات بشكل أكبر. وقد تم تقييم التحذير من قبل الولايات المتحدة على أنه موثوق، ما أدى إلى زيادة مستوى تأهب الجيش الأمريكي في المنطقة، حيث يُرجّح أن يكون التحذير السعودي قد أجبر إيران على إلغاء أو تأجيل ذلك الهجوم المحتمل.

وقد درجت طهران على اعتماد سياسة الإنكار عند استهداف السعودية والإمارات خلال السنوات الأخيرة، أما في الوقت الراهن فإن الهجوم المباشر بعد تحذير الرياض من شأنه أن يزيد من خطر الانتقام الأمريكي. على الجانب الآخر، فإن تحليق قاذفتين أمريكيتين من طراز "B-52" فوق الخليج العربي بعد التحذير السعودي، سيعمل على تهدئة مخاوف الرياض من أن واشنطن لا تفعل ما يكفي لردع إيران، لكن في ظل الضغط المتزايد على العلاقات الأمريكية السعودية، من المرجح أن تتخذ إيران موقفًا أكثر حزمًا.

فيريسك مابليكروفت