زار رئيس دولة الإمارات، محمد بن زايد، الدوحة في الخامس من كانون الأول/ ديسمبر الجاري، والتقى أمير قطر، تميم بن حمد، في اجتماع يعتبر مؤشرًا على استعداد أبوظبي لتطوير العلاقات الثنائية، ويؤكد أن علاقات البلدين ستستمر في التحسن، وإن كان ذلك بوتيرة أبطأ من دول الجوار الأخرى مثل السعودية ومصر. إعلاميًا، لم يتم الكشف عن القضايا التي تمت مناقشتها خلال اللقاء، لكنها ربما كانت تدور حول تعزيز العلاقات الثنائية؛ حيث ظهرت تقارير غير مؤكدة بأن ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، قد سهّل الاجتماع في محاولة لدفع تنفيذ "اتفاق العلا".
ومن المرجّح أيضًا أن يكون قد تم خلال الاجتماع مناقشة الموضوعات الاقتصادية؛ حيث إن استضافة قطر لكأس العالم لكرة القدم عزّزت التعاون الاقتصادي بين البلدين. فقد بلغت قيمة التجارة الثنائية بين البلدين حوالي 3.5 مليار دولار فقط عام 2021، مقارنةً بحوالي 6.7 مليار عام 2016، وبالتالي فهناك إمكانية للزيادة. لكن رغم أن الصادرات القطرية إلى الإمارات تعافت إلى حد كبير واقتربت من مستويات ما قبل المقاطعة، إلا أن تعافي أحجام الواردات يتباطأ، ويمكن تفسير ذلك من خلال حملة التنويع التجاري في قطر، التي بدأت كرد فعل للمقاطعة لتقليل الاعتماد على الاستيراد من الدول المجاورة.
ورغم أن الإمارات كانت من أشد المؤيدين للمقاطعة وعارضت عملية المصالحة في البداية، إلا أنها سعت مؤخرًا للبناء على المصالحة رغم الاختلافات الأيديولوجية بين القيادتين. وإن كانت الإمارات لم تقم بعد بتعيين سفير في قطر، إلا أن المبادرات الأخيرة تشير إلى أن ذلك سيكون قريبًا. كما يُتوقع أن تنتعش الواردات القطرية من الإمارات تدريجيًا، رغم أن الجهود القطرية لتنويع الشركاء التجاريين تشير إلى أن مستويات الاستيراد قد لا تعود إلى مستويات ما قبل عام 2017.
إيكونوميك إنتيليجنس يونيت