تعكس انتهاكات أذربيجان الأخيرة لوقف إطلاق النار في إقليم ناغورنو كاراباخ قدرتها على مواصلة تصعيد الصراع مع أرمينيا، بسبب النفوذ التفاوضي المتفوق والقوة العسكرية التي تتمتع بها باكو. وحتى لو لم تقع حرب أخرى بين أرمينيا وأذربيجان، فإن الوضع الأمني المتدهور في الإقليم ينذر بتأجيج موجة من النزعة العسكرية اليمينية المتطرفة في أرمينيا، وإفشال تطبيع العلاقات بينها وبين تركيا.
من جهتها، تخشى القيادة السياسية الأرمينية من أن تؤدي حرب أخرى واسعة النطاق مع أذربيجان إلى خسائر إضافية في الأراضي، لا سيما وسط استمرار المساعدة العسكرية التركية لأذربيجان. لهذا السبب، سيسعى رئيس الوزراء الأرميني، نيكول باشينيان، إلى تجنب العودة إلى المواجهة الشاملة. ومع ذلك، من المرجّح أن تستمر حكومته في تكبد خسائر مؤلمة في ساحة المعركة أو على طاولة المفاوضات، وقد يؤدي هذا إلى صعود قوى اليمين المتطرف في البلاد والعودة إلى العسكرة، بدلًا من الدفع نحو التطبيع مع تركيا وأذربيجان. ورغم فشل موسكو المتكرر في دعمها بشكل حاسم، فلن يكون أمام أرمينيا خيار سوى الحفاظ على علاقات أمنية وثيقة مع موسكو، وسط التهديدات المتزايدة من أذربيجان.
ستراتفور