الولايات المتحدة ستبقى متخذة موقفاً دفاعياً ضد الهجمات عليها حذرًا من التورط في حرب أخرى

الولايات المتحدة ستبقى متخذة موقفاً دفاعياً ضد الهجمات عليها حذرًا من التورط في حرب أخرى
الساعة : 15:30
6 نوفمبر 2023

تتخذ الولايات المتحدة في الشرق الأوسط موقفًا دفاعيًا، ردًا على خطر التصعيد الإقليمي الأوسع نطاقًا بسبب الحرب المستمرة بين "إسرائيل" و"حماس"، لكن هواجس الهجمات الكبرى التي قد تشنها إيران أو وكلاؤها ضد "إسرائيل" أو القوات الأمريكية ستستمر في سحب واشنطن إلى صراع واسع النطاق. إن الضربات الجوية الأمريكية ضد المواقع المرتبطة بإيران في سوريا أمر روتيني نسبيًا؛ وتشير الضربات الجوية ونشر دفاعات جوية جديدة، إضافةً للأصول الجوية المتمركزة على حاملات الطائرات، إلى أن الولايات المتحدة ستظل تركز على الرد الدفاعي على إيران وتدخل وكلائها في غزة لتجنب الانجرار إلى صراع عسكري. كما تُعتبر الضربات الجوية الأمريكية في سوريا بالقرب من الحدود العراقية جزءًا من نمط موجود مسبقًا، من الاشتباكات الأمريكية الإيرانية المستمرة منذ سنوات. ويدلّ هذا على أن الرد التكتيكي المفضل لواشنطن على المضايقات هو البقاء في المسرح العراقي السوري، لتقليل المخاطر العسكرية والدبلوماسية والسياسية للتصعيد إلى دول أخرى.

في الإطار ذاته، فإن حاملتي الطائرات الأمريكيتين في المنطقة، "يو إس إس جيرالد فورد" و"يو إس إس دوايت دي أيزنهاور"، تعملان على وضع القوات الأمريكية في البحر المتوسط بطريقة تسمح بالانتقام السريع، لكنها لا تشير بالضرورة إلى اتخاذ إجراء وقائي ضد إيران أو وكلائها؛ فالرأي العام الأمريكي يؤيد إرسال المساعدات إلى "إسرائيل"، لكن ليس إرسال قوات للتدخل في الصراع. ومع أخذ ذلك في الاعتبار، يشعر الرئيس الأمريكي، جو بايدن، أيضًا بالقلق من توريط بلاده في صراع آخر في الشرق الأوسط، ما قد يضر بفرص إعادة انتخابه عام 2024، فضلًا عن جهود إدارته لإقناع كل من المشرعين والناخبين الأمريكيين بالتصويت لإرسال مساعدات إضافية إلى أوكرانيا وتايوان.

ستراتفور