الحرب بين "حماس" و"إسرائيل" ستكون على الأغلب نقطة تحوّل لصالح للحوثيين

الحرب بين
الساعة : 15:30
6 نوفمبر 2023

منذ بداية الحرب بين "حماس" و"إسرائيل"، كثف الحوثيون تهديداتهم اللفظية ضد "إسرائيل" والولايات المتحدة، وأطلقوا صواريخ وطائرات مسيّرة باتجاه شمال البحر الأحمر. وفي سياق التصعيد في الشرق الأوسط، يؤكد الحوثيون حاليًا على أنهم "الوكيل" الموالي لإيران لتحقيق التوازن بين التموضع الإقليمي والمكاسب المحلية. وفي هذه المرحلة، يبدو دورهم في الأزمة موجهًا أكثر نحو تعطيل وردع المصالح "الإسرائيلية" والأمريكية في البحر الأحمر، وليس نحو تصعيد كبير مباشر ضد الأراضي "الإسرائيلية". إن موقف الحوثيين في الحرب سيعيد تعريف علاقتهم مع إيران، ما قد يدفع الحركة والميليشيا على الأرجح إلى الاقتراب أكثر من طهران، خصوصًا إذا تورط "حزب الله" بشكل مباشر في الصراع. ومن هنا، فإن الحرب في كل السيناريوهات لا تبشر بالخير تجاه محاولات وقف إطلاق النار في اليمن، ولا للمحادثات الثنائية بين السعودية والحوثيين، ما يزيد من مخاطر سوء التقدير والهجمات البحرية وتجدد العنف.

في هذا الإطار، ذكرت قيادة الحوثيين أن الخط الأحمر الذي حددته الجماعة للانضمام إلى جهود الحرب سيكون "التدخل الأمريكي المباشر" في غزة، وبالنظر للاحتمال البعيد لمثل هذا الافتراض، يكشف هذا البيان أن الحوثيين غير مهتمين بالمشاركة المباشرة في الصراع، لكن من المرجح أن يلعبوا بدلًا من ذلك دورًا نشطًا في مجال المعلومات والدعاية كجزء من الشبكة المسلحة الإيرانية. وقد حدث هذا بالفعل على سبيل المثال عام 2019، عندما تبنى الحوثيون الهجمات ضد شركة "أرامكو" السعودية، بينما توصلت التقييمات اللاحقة إلى أن الطائرات المسيّرة والصواريخ تم ضربها من شمال المملكة وليس من جنوبها.

ومع ذلك، فإن الدور الذي سيلعبه الحوثيون في سياق الحرب الحالية سيكون مرتبطًا بشكل صارم بخيارات "حزب الله"، وذلك نظرًا لعلاقتهما الوثيقة. في الواقع، إن أمورًا كثيرة ستعتمد على قرار "حزب الله" بالتدخل في الحرب؛ من خلال فتح الجبهة اللبنانية أو نشر مقاتليه في غزة، كما حدث في معركة القصير عام 2013 في سوريا.

آي إس ݒي آي