من المتوقع أن يصل الوضع في العراق إلى مستوى خطير خلال الأسابيع المقبلة نتيجةً للصراع الدائر بين "إسرائيل" و"حماس"؛ فقد شنت الجماعات المدعومة من إيران في العراق بالفعل عدة هجمات ضد المصالح العسكرية الأمريكية خلال الأيام الماضية، ويبدو أنها متحمسة للاستمرار في ذلك طالما استمرت "إسرائيل" في عملياتها العسكرية في غزة. وستشمل تلك الهجمات هجمات بالطائرات المسيّرة والصواريخ ضد القواعد العسكرية الأمريكية والمصالح الدبلوماسية في المدن الكبرى بما فيها بغداد. ورغم عدم رصد تهديدات محددة تجاه الأجانب (بما في ذلك المدنيين الأمريكيين)، إلا أن المخاطر الأمنية التي يواجهها المدنيون مرتفعة، خاصةً وأن بعض القواعد الأمريكية تقع بالقرب من البنى التحتية المدنية مثل المطارات.
ووفقًا للمؤشرات الحالية، فمن المرجح أن تستهدف تلك الهجمات المنشآت العسكرية والدبلوماسية الأمريكية؛ حيث تشير الأنماط الثابتة إلى احتمال وقوع حوادث من هذا النوع خصوصًا في بغداد، على سبيل المثال في السفارة الأمريكية و"مركز بغداد للأمن الدبلوماسي" (BDSC) بالقرب من مطار بغداد، ومن المحتمل تقع أيضًا في القواعد العسكرية الأمريكية في جميع أنحاء البلاد. كما إن التفجيرات على جوانب الطرق ضد القوافل اللوجستية الأمريكية هي أيضًا تكتيك شائع تستخدمه الميليشيات خصوصًا في الجنوب. كذلك، فإن مطار مدينة أربيل يعدّ هدفًا محتملًا لمثل هذه الهجمات؛ ويرجع ذلك أساسًا لوجود منشأة عسكرية أمريكية هناك، والتي تضررت إثر هجوم صاروخي في شباط/ فبراير 2021.
أما في حالة نشوب صراع إقليمي كبير، فيُرجح أن تكثف إيران ووكلاؤها هجماتهم ضد مصالح الولايات المتحدة و"إسرائيل" في العراق؛ وفي هذا السيناريو ستتحول إيران على الأغلب من تقديم الدعم اللوجستي لوكلائها في العراق إلى التدخل المباشر. وتشير سابقة حديثة إلى أن ذلك سيشمل استهداف إيران لإقليم كردستان العراق؛ حيث تدّعي أن "إسرائيل" تمتلك أصولًا استخباراتية فيه، وفي آذار/ مارس 2022 أطلقت عدة صواريخ باليستية على ما زعمت أنه موقع استخباراتي "إسرائيلي" في محافظة أربيل.
دراجون فلاي