الدعم الإماراتي لقوات الدعم السريع سيطيل أمد الصراع بالسودان ويعرقل جهود الوساطة

الدعم الإماراتي لقوات الدعم السريع سيطيل أمد الصراع بالسودان ويعرقل جهود الوساطة
الساعة : 15:30
28 أغسطس 2023

أصدرت الإمارات، في الـ13 من آب/ أغسطس الجاري، بيانًا رفضت فيه ما تردد من أنباء عن إمداد دول الخليج لميليشيا "قوات الدعم السريع" بقيادة "حميدتي" بالسلاح والذخيرة، مؤكدةً أنها ما زالت تتخذ موقفًا محايدًا في الصراع الأهلي بالسودان. إلا أن هذا البيان يعكس حساسية أبو ظبي تجاه المزاعم عن اتخاذها دورًا منحازًا. ولا يخفى على أحد أن دول الخليج، لا سيما الإمارات والسعودية، تتمتع بقدر كبير من النفوذ السياسي على الجنرالات المتحاربين في السودان، حيث ستزيد مزاعم انحياز الإمارات لقوات الدعم السريع من تعقيد جهود الوساطة الدولية متعددة المسارات، والتي فشلت في خفض تصعيد الصراع المستمر.

وقد لعبت كل من الإمارات والسعودية دورًا مهمًا في المرحلة الانتقالية التي يقودها الجيش، لكن دعم الإمارات لقوات الدعم السريع يتناقض مع موقف السعودية المحايد، ما أدى لتحول موقفهما المتحالف سابقًا تجاه السودان. ومن المعروف أيضًا أنه قد حلّت كل من السعودية والإمارات محل قطر التي كانت تربطها علاقة وثيقة مع الرئيس السابق، عمر البشير، الذي أطيح به عام 2019. لكنّ العلاقة الوثيقة بين الإمارات وقوات الدعم السريع ستظل مثيرة للجدل، وقد تقوّض جهود الوساطة السعودية في جدة التي مثلت المنتدى الرئيسي للمحادثات بين الطرفين المتصارعين؛ قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية.

بالعودة إلى الدعم الخارجي بالأسلحة، فهناك مزاعم بأن تلك الأسلحة تم توريدها بواسطة طائرة شحن إماراتية تحمل مواداً غذائية وإمدادات طبية، والتي تم نقلها عبر عنتيبي (أوغندا) إلى أمجراس في تشاد، حيث فتحت الإمارات مكتب تنسيق للمساعدات الخارجية إضافةً إلى مستشفى ميداني. ويمكن أن يُعزى دعم الإمارات لقوات الدعم السريع إلى العلاقات الخليجية الوثيقة مع "حميدتي"، الذي دعم التحالف السعودي الإماراتي في الحرب الأهلية باليمن منذ عام 2016. ومنذ ذلك الحين أقامت الإمارات علاقات تجارية وثيقة مع قائد قوات الدعم السريع، الذي ضمن إمدادها بالذهب من عمليات التعدين المثيرة للجدل جنوب غرب السودان.

بغض النظر عن كل ذلك، لا يُتوقع من الإمارات أن تصرّح علنًا بانحيازها لقوات الدعم السريع، خوفًا من أن يؤثر ذلك سلبًا على المصالح التجارية والاستراتيجية الإماراتية الأوسع في السودان والقرن الأفريقي، والتي تشمل خططًا لمجموعة "موانئ أبوظبي" لاستثمار ما يصل إلى ستة مليارات دولار في الزراعة والطرق، ومرافق الموانئ في ولاية البحر الأحمر بالسوداني التي تخضع حاليًا لسيطرة القوات المسلحة السودانية.

من المتوقع أيضًا أن تقلل الإمارات من شأن مزاعم دعمها لقوات الدعم السريع وأن تؤكد على مساعداتها الإنسانية التي تتمحور حول أمجراس، وستصرّ على أن ذلك تدخل مدني فقط، بينما ستواصل السعودية سعيها للعب دور بنّاء في إنهاء الصراع، رغم أن قوات الدعم السريع ستنظر إلى حيادها على أنه دعم ضمني للقوات المسلحة السودانية. وبالتالي، ستظل جهود الوساطة الدولية غير منسقة وسيكون تأثيرها محدودًا، وعليه فمن المرجح أن يستمر الصراع في حالة تصعيد خلال الأشهر المقبلة.

إيكونوميك إنتيليجنس يونيت