من المرجّح أن تواصل الفصائل المسلحة العراقية شنّ هجمات متكررة بصواريخ وطائرات مسيّرة ضد المصالح الأمريكية في سوريا؛ إذ إن عدد الهجمات التي تستهدف القوات الأمريكية في سوريا من قبل الميليشيات الشيعية العراقية، مثل "حركة النجباء" و"كتائب حزب الله" و"كتائب الإمام علي"، يتجاوز حاليًا عدد الهجمات المماثلة داخل العراق، ما يوضح أن سوريا هي الساحة الرئيسية للمواجهة بين إيران ووكلائها وبين الولايات المتحدة. وينعكس ذلك أيضًا في تواتر الضربات الأمريكية التي استهدفت الميليشيات الشيعية وفيلق الحرس الثوري الإيراني في سوريا عام 2022، بينما لم تُسجَّل ضربات أمريكية ضد الميليشيات في العراق خلال هذه الفترة.
ويمكن القول إن وتيرة الهجمات في سوريا تزداد بسبب ما يلي:
· تدرك إيران ووكلاؤها التهديد الأمريكي ضد رئيس النظام السوري، بشار الأسد، وحرمان النظام من العائدات الحيوية من حقول النفط وفرض حظر عليه.
· وجود قوات الحرس الثوري إلى جانب الميليشيات الشيعية يوفر لها قدرات كبيرة.
· الهجمات التي تشنها الميليشيات العراقية في سوريا تؤدي إلى ضربات انتقامية داخل الأراضي السورية، بدلًا من تهديد معاقلها داخل العراق.
· أخيرًا، توجد داخل سوريا مساحة أكبر لتبادل الضربات، وليس لدى إيران قلق كبير من أن تؤدي الهجمات على القوات الأمريكية هناك لتقويض الحكومة السورية.
أما في الداخل العراقي، فإن الهجمات القليلة التي تستهدف الأصول العسكرية الأمريكية من شأنها أن تثبت الحضور المستمر لفصائل المقاومة. ورغم التهديد الضمني من قبل إحدى الميليشيات الشيعية بإسقاط طائرات هليكوبتر عسكرية أمريكية، فلم تُقْدِم تلك الميليشيات على مثل هذه الحوادث منذ المراحل الأولى من التمرد الذي استهدف قوات التحالف، مع أنها كانت تمتلك القدرة على ذلك. وبالتالي، فإن محاولة أي ميليشيا إسقاط طائرات هليكوبتر أمريكية في العراق أمر مستبعد، بسبب خوف تلك الميليشيات من انتقام الولايات المتحدة. لكن من المُرجح استمرار الهجمات الصاروخية أو بطائرات مسيرة ضد الأصول الأمريكية في بغداد أو أربيل، مع تجنب المنشآت المدنية، كما يتضح من الهجوم الذي نُفّذ بطائرة مسيرة على مطار بغداد في الـ16 من نيسان/ أبريل الماضي.
بدورها، ستركز الميليشيات الشيعية في المقام الأول على الأهداف العسكرية بدلًا من الأصول المدنية؛ كما يُتوقع أن تقل كثيرًا المخاطر على المنشآت التجارية مثل سلاسل محلات الوجبات السريعة الأمريكية التي افتتحت مؤخرًا في أربيل وبغداد، ويرجع ذلك جزئيًا إلى أن الامتيازات المحلية لتلك المنشآت مرتبطة على الأرجح بالمصالح التجارية للسياسيين العراقيين.
آي إتش إس ماركت