تشير الزيارة التي قام بها المبعوث الأمريكي الخاص للقرن الأفريقي، مايك هامر، إلى القاهرة في الـ25 من تموز/ يوليو الماضي، كمحطة أولى من جولة إقليمية تشمل إثيوبيا والإمارات، بشكل واضح إلى تجدد اهتمام الإدارة الأمريكية في إحياء المفاوضات حول "سد النهضة". كما يشير إدراج الإمارات في مسار رحلة "هامر" إلى أن الولايات المتحدة قد تدعم عقد جولة من مفاوضات السد في أبو ظبي؛ حيث أوْلت الإمارات فيما سبق اهتمامًا كبيرًا بمسألة السد على مدار الأشهر الثمانية عشر الماضية، ونسجت علاقات وثيقة مع الحكومة الإثيوبية، تضمنت تقديم دعم مالي وعسكري. جدير بالذكر أن الإمارات حليف وثيق ومستثمر رئيسي في مصر، ويمكنها بسهولة ممارسة بعض النفوذ على الحكومة الإثيوبية.
وتأتي زيارة "هامر" في الوقت الذي تقوم فيه إثيوبيا بتنفيذ ثالث عملية ملء موسمية للخزان خلف السد، ومن غير المتوقع أن تؤدي هذه التعبئة بحد ذاتها إلى مشاكل في إمدادات المياه إلى مصر، لكن الأخيرة قلقة بشكل كبير من التداعيات السياسية لاستمرار إثيوبيا في العمل من جانب واحد، رغم دعوة مجلس الأمن الدولي لاتفاق تفاوضي وملزم لملء السد وتشغيله.
إيكونوميك إنتيليجنس يونيت