أدت الحرب بين "إسرائيل" وحركة "حماس" إلى زيادة التوترات الاجتماعية في دول حلف شمال الأطلسي "الناتو"، وإلى اندلاع مظاهرات داعمة للفلسطينيين وتكثيف المشاعر المعادية لـ"إسرائيل" ومظاهر معاداة السامية، وزيادة التهديد الإرهابي. كما زادت التهديدات التي تتعرض لها قوات دول "الناتو" المتمركزة في الشرق الأوسط؛ فمنذ اندلاع الحرب كانت القوات الأمريكية المتمركزة في العراق وسوريا هدفًا لهجمات شنتها الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران. وقد تشمل أهداف هذه التهديدات أيضًا قوات من الدول المشاركة في التحالف الدولي لمحاربة "داعش"، ومهمة "الناتو" التدريبية في العراق، ومهمة "اليونيفيل" في لبنان، التي تشارك فيها قوات من 15 دولة عضو في "الناتو"، والبعثة الدولية في سيناء "MFO" التي تشارك فيها قوات من ثمان دول من الحلف.
كما إن خطر هذه التهديدات سيزداد إذا استمر النزاع وتصاعد؛ فإذا جرى تنفيذ هجوم واسع النطاق على "إسرائيل" من قبل "حزب الله" فقد يؤدي إلى رد عسكري أمريكي، ومن ثم سيزداد التهديد فيما يتعلق بأنشطة "حزب الله" والمنظمات الأخرى التي تدعمها إيران في الدول الغربية. وإذا انضمت دول "الناتو" إلى التحالف المناهض لإيران، فإن خطر الهجمات الصاروخية الإيرانية على دول الحلف سيزداد كذلك.
لكن من غير المرجح أن تستخدم دول "الناتو" حلفهم لممارسة نفوذ سياسي على أطراف الصراع، خوفًا من خطر التوترات السياسية داخل الحلف، حتى إذا تم تشكيل تحالف دولي لمحاربة "حماس" فمن غير المرجح أيضًا أن ينضم إليه الحلف رسميًا كمنظمة. بالمقابل، سيتم استخدام التعاون داخل "الناتو" بشكل أساس لمراقبة التهديد الإرهابي في دول الحلف ولقواتها في الشرق الأوسط. ولهذا الغرض، قد يستخدم هؤلاء الحلفاء، من بين أمور أخرى، قدرات المراقبة والاستطلاع المشتركة (نظام المراقبة الأرضية المتحالف، AGS) وآليات التعاون الاستخباراتي المعززة (خلية دمج استخبارات الناتو).
وإن كانت دول "الناتو" ستقدم الدعم لـ"إسرائيل" بشكل ثنائي في الأساس، إلا أن معظم البلدان لن تُظهر الدعم العملي الذي تقدمه. وقد يشمل ذلك الدعم الاستطلاع عبر الأقمار الصناعية وتبادل البيانات الاستخباراتية، فيما سيشمل الدعم السياسي في المقام الأول التأكيد على أن "إسرائيل" كانت ضحية هجوم "حماس" وأن لها الحق في الدفاع عن نفسها.
ݒي آي إس إم