الصراع الحالي في غزة سيسفر عن تهديدات أمنية حول العالم وقد يؤدي لظهور جماعات متطرفة جديدة

الصراع الحالي في غزة سيسفر عن تهديدات أمنية حول العالم وقد يؤدي لظهور جماعات متطرفة جديدة
الساعة : 15:15
20 نوفمبر 2023

أثار الصراع بين "إسرائيل" و"حماس" حالة من الذعر لدى الأجهزة الأمنية في جميع أنحاء العالم، بشأن احتمال وقوع هجمات مرتبطة بالحرب؛ إذ نفذت جهات فاعلة منفردة في كل من بلجيكا ومصر وفرنسا هجمات "مميتة"، في حين شجعت الجماعات التابعة لـ"تنظيم القاعدة" و"تنظيم الدولة الإسلامية" أتباعها على ارتكاب أعمال عنف ضد الغربيين، خصوصًا اليهود.

وسوف تتنامى هذه المخاطر مع زيادة التوغل البري "الإسرائيلي" في غزة، والذي سيؤدي بلا شك إلى مزيد من الضحايا في صفوف الفلسطينيين، وإلى مزيد من الاتهامات بارتكاب "إسرائيل" أعمال وحشية. بالمقابل، فإن الدعم الأمريكي القوي، وبدرجة أقل الأوروبي، لـ"إسرائيل" سوف يغذي الروايات المتطرفة التي تصور الغرب (بقيادة "إسرائيل") على أنه المضطهد للمسلمين. أما إذا تحولت الحرب إلى صراع إقليمي أكبر، فإن التهديدات الإرهابية سوف تتصاعد بالتأكيد بشكل متزايد.

رغم ذلك، فعند نقطة ما ستنتهي الحرب، وساعتها سوف يكون لزامًا على "إسرائيل" ومؤيديها الغربيين، تحديدًا الولايات المتحدة، أن يواجهوا أسئلة صعبة حول ما سيأتي بعد ذلك؛ فقد أدى الصراع إلى تحطيم الوضع الراهن في قطاع غزة. ومن الممكن أن يفعل الشيء نفسه على نطاق أوسع في المنطقة إذا تصاعدت التوترات بشكل أكبر، ما يعني أنه لا عودة إلى بيئة ما قبل السابع من أكتوبر. وإذا ما استرشدنا بالتاريخ، فقد تنشأ من رحم هذه الهزة حركة إسلامية متطرفة جديدة، رغم أنه قد لا يتبلور شكلها الكامل إلا بعد سنوات عديدة وربما عقود. علاوةً على كل ما سبق، فإن نصف القرن الماضي يوضح أن الجماعات الإرهابية كثيرًا ما كانت تولد (أو تنشط من جديد) كردة فعل لعمل عسكري كبير؛ وبالتالي فإن كانت "إسرائيل" اليوم تقاتل "حماس" فقط، فقد يكون هذا مجرد مقدمة لظهور جماعة أخرى في المستقبل.

ستراتفور