ستمنح حكومة الوحدة "الإسرائيلية" الجديدة الجيش ما يحتاجه من دعم سياسي لخوض حرب أخرى ضد غزة وربما لبنان، لكن الانقسامات داخل الحكومة ستظهر سريعًا بمجرد انتهاء الصراع؛ حيث يعتمد مصير رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، في نهاية المطاف على الكيفية التي ينظر بها الناخبون إلى نتيجة الحرب.
إن المعارضة "الإسرائيلية"، التي يقودها كل من "يائير لابيد" و"بيني غانتس" و"أفيغدور ليبرمان"، تسير على خطى الجمهور "الإسرائيلي" الذي أظهر نموذجًا هائلًا للوحدة عقب هجمات السبت المفاجئة، بعد أشهر من الاحتجاجات العامة والاستقطاب العميق. ومع ذلك، لا تزال هناك اختلافات بين السياسيين "الإسرائيليين" حول كيفية رد الجيش على هجوم "حماس"، الذي يمثل أسوأ هجوم على المدنيين داخل "إسرائيل" في تاريخ البلاد.
ورغم الانتقادات التي سيتعرّض لها "نتنياهو" مستقبلًا، إلا أنه إذا تمكن من ادعاء تحقيق نجاح استراتيجي، فمن المرجح أن تظل قاعدته موالية له وسيواصل أجندته. لكن إذا تعثرت الحرب وتسببت في سقوط عدد كبير من الضحايا أو بدا أنها تتعثر، فقد ينشق بعض المؤيدين وينضموا إلى المعارضة، ما سيزيد من احتمالات انهيار الحكومة. وفي حين أدت الإخفاقات الاستخباراتية بشكل مباشر إلى نهاية حكومة "جولدا مائير" في السبعينيات، فإن حكومة "نتنياهو" تعمل في بيئة سياسية وثقافية أكثر انقسامًا، مع قاعدة موالية من المؤيدين الذين يرتبطون بـ"نتنياهو" نفسه بقدر ارتباطهم بالأيديولوجيات اليمينية التي يمثلها.
وهذا من شأنه أن يحدّ من التأثير السياسي للفشل الاستخباراتي على الحكومة "الإسرائيلية" ما بعد الحرب، لكن الناخبين "الإسرائيليين"، بما فيهم أنصار "نتنياهو"، سيظلون يعطون النتيجة العسكرية للحرب تأثيرًا سياسيًا كبيرًا. فإذا اعتبرت الحرب ناجحة، فإنها ستعزز ولاء القاعدة ومن المرجح أن تُبقي "نتنياهو" في السلطة بعد انتهاء الحرب، لكن إذا لم يُنظر إلى الحرب على أنها انتصار، كما كان الحال في حرب "حزب الله" عام 2006، فإنها ستؤدي إلى كسر القاعدة وربما تؤدي لانشقاقات قد تؤدي إلى إسقاط الحكومة.
ستراتفور