أعلن رئيس الوزراء "الإسرائيلي"، بنيامين نتنياهو، في الـ11 من تشرين الأول/ أكتوبر الجاري عن تشكيل "حكومة وحدة طوارئ"، هي الأولى منذ حرب يوم الغفران عام 1973. وبينما ظل وزير المالية اليميني المتطرف، بتسلئيل سموتريش، ووزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، في منصبيهما، إلا أنه تم استبعادهما من حكومة الحرب. ومن المرجح أن يخفف هذا من مخاطر اتخاذ الحكومة إجراءات أكثر جذرية، أو أن تجاوز أهدافها المعلنة في الحرب، وهذا يدعم وجهة النظر التي ترى أن التوغل البري في غزة سيكون محدودًا، ولن يتحول الصراع إلى حرب إقليمية.
في الوقت ذاته، يُرجح أن يؤدي اختيار "غانتس" ليكون عضواً في حكومة الطوارئ إلى تعزيز موقف الحكومة على المدى القريب؛ وذلك لأسباب ثلاثة:
· أولًا: لأن "غانتس"، وهو لاعب رئيسي قادر على تشجيع (أو الاستفادة من) الانتقادات الموجهة إلى "نتنياهو"، يعتبر الآن جزءًا من الحكومة وسوف يتقاسم معه المسؤولية عن أي حوادث عسكرية قد تحدث.
· ثانيًا: يمكن للخبرة العسكرية التي يتمتع بها "غانتس" (كجنرال سابق في الجيش ووزير الدفاع) أن تساعد في الحد من مخاطر الأخطاء العسكرية.
· ثالثًا: مطالبة "غانتس" بإيقاف التشريعات غير المتعلقة بالحرب مؤقتًا من شأنها أن تجمد الإصلاح القضائي المثير للجدل طوال مدة الحرب، ما سيحتوي المعارضة الداخلية.
أما على الصعيد السياسي مستقبلًا، وعندما يتم حل حكومة الطوارئ عام 2024، فلا يُتوقع أن يتمكن الائتلاف اليميني الحالي من البقاء في منصبه لفترة طويلة. وحتى لو تمكن "نتنياهو" من تحقيق أهدافه المعلنة (تحييد قدرات حماس العسكرية وقيادتها وتأمين الرهائن)، فإن هذا لن يكون كافيًا لحمايته من التداعيات السياسية بعد انتهاء الحرب. ففشل إدارته في منع هجوم "حماس" سيقوّض سمعته بشكل خطير، وستزداد الانتقادات حدةً خصوصًا بسبب أن مصر حذرت حكومته قبل أيام من هجوم "حماس"، ولأن بعض المعلقين "الإسرائيليين" يعتقدون أن الانقسامات الداخلية التي عززتها خططه للإصلاح القضائي استغلتها "حماس" في توقيت الهجوم.
في السياق ذاته، ستعود الحكومة اليمينية التي كانت في السلطة قبل الحرب إلى سلطتها لكنها ستنهار بعد ذلك، وفي حال عودتها سيكون "نتنياهو" معرضًا بشكل كبير للانتقادات سالفة الذكر. وقد يصبح هذا الوضع أكثر توترًا إذا استؤنفت الجهود الرامية لإقرار الإصلاح القضائي، حيث من المتوقع، في هذه الحالة، أن ترتفع مخاطر الاستقرار الاجتماعي، وأن يزداد احتمال انهيار حكومة "نتنياهو". علاوةً على ذلك، إذا اختار "نتنياهو" الدعوة إلى انتخابات مبكرة، فيُتوقع أنه سيخسر أغلبيته الضئيلة للغاية؛ حيث تشير استطلاعات الرأي التي سبقت الحرب بالفعل إلى أن التحالف بدأ يفقد الدعم، ومن المرجح أن تتراجع شعبيته بسبب الصراع.
فيتش سوليوشنز