الفترة القادمة ستشهد تصاعدًا للقتال في السودان مع تهدئة مؤقتة لإجلاء الرعايا الأجانب

الفترة القادمة ستشهد تصاعدًا للقتال في السودان مع تهدئة مؤقتة لإجلاء الرعايا الأجانب
الساعة : 14:15
3 مايو 2023

من المرجّح أن يستمر القتال في المدن الرئيسية في السودان، لكنه قد ستوقف مؤقتاً خلال الأيام المقبلة بما يسمح بإجلاء الرعايا الأجانب؛ فلا يزال الوضع في الخرطوم وأم درمان ومدن أخرى في البلاد متقلّبًا وسريع التطور. لكن بعض التقارير تشير إلى أن القوات المسلحة السودانية قد استعادت السيطرة على المطارات في العاصمة الخرطوم ومدينة مروي الشمالية، إلا أن نيران المدفعية والغارات الجوية لا زالت تحجب الصورة الحقيقية لما يجري على الأرض وأي الطرفين هو المتقدم.

ورغم أنه لا توجد مؤشرات على قيام الحكومة أو قوات الدعم السريع بتعطيل الإنترنت أو الاتصالات، إلا أن تدهور هذه الخدمات بسبب القصف وتدمير البنية التحتية يحدّ بشكل كبير من تداول المعلومات. وقد دفع هذا الأمر الحكومات الأجنبية والمنظمات الإنسانية للاستعداد للعديد من السيناريوهات المحتملة في الأيام والأسابيع المقبلة، رغم بقاء معظم المواطنين الأجانب والعاملين في المجال الإنساني محصورين في العاصمة في ظل تناقص سريع للأغذية والمياه والإمدادات الطبية. ويبدو أن السيناريو الأكثر ترجيحًا هو استمرار حرب الشوارع، وإن كان الضغط المتزايد من قبل الولايات المتحدة والسعودية وغيرهما قد يؤدي لتهدئة قصيرة لإجلاء الرعايا. ووفقًا لهذا السيناريو، قد يتطور القتال خلال الأيام والأسابيع المقبلة، لكن قد توافق القوات المسلحة السودانية أو قوات الدعم السريع (أو كلاهما) على وقف لإطلاق النار بشكل مؤقت، لكن القتال المتقطع سيستمر في المراكز الحضرية.

بالمقابل، تشكل المعارضة والانقسامات داخل الجيش قيودًا رئيسية، حتى على الهدنة المؤقتة لتوفير الإمدادات الإنسانية والرعاية الطبية للمدنيين في مناطق القتال؛ حيث يدعو المتشددون في القوات المسلحة، بمن فيهم "البرهان" نفسه، إلى تحقيق نصر كامل على قوات الدعم السريع. ومع ذلك، ونظرًا لمشاركة فصائل عديدة في القتال والاستعداد الواضح لقوات الدعم السريع لمهاجمة الوحدات الأجنبية، فإن الخطر على العاملين في المجال الإنساني خلال طريقهم إلى مواقع الإجلاء سيظل مرتفعًا، لا سيما في مناطق مثل دارفور. كما إن الحسابات والمعلومات الخاطئة والرغبة في السيطرة عند استئناف القتال، كل ذلك قد يؤدي أيضًا إلى تعطيل فترات الإخلاء قبل نهايتها الرسمية.

ستراتفور