العدالة والتنمية لن يحصل على الأغلبية المطلوبة رغم توقع فوز أردوغان بالرئاسة

العدالة والتنمية لن يحصل على الأغلبية المطلوبة رغم توقع فوز أردوغان بالرئاسة
الساعة : 15:30
2 يناير 2023

من المتوقع أن تظل المخاطر السياسية في تركيا مرتفعة؛ فخلال الأشهر الأخيرة واجه العديد من رموز المعارضة اعتقالات وأحكام بتهم مختلفة، وكان أبرزها الحكم بالسجن لمدة عامين ضد رئيس بلدية إسطنبول، أكرم إمام أوغلو. وبالنظر لشعبية "إمام أوغلو"، فمن المحتمل ألا يكون هذا الحكم في صالح الحكومة الحالية؛ حيث يتطلع الناخبون الذين لم يحسموا أمرهم إلى دعم المعارضة في الانتخابات. ووفقًا لاستطلاع رأي أجراه "مركز أبحاث إسطنبول إيكونوميكس ريسيرش" في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، أبدى 31% فقط من فئة الشباب رغبتهم بالتصويت لصالح الحكومة الحالية.

وفيما يتعلق بانتخابات عام 2023، فإن التوقع الأرجح أن "حزب العدالة والتنمية" لن يتمكن من تأمين أغلبية برلمانية، لكن الرئيس "أردوغان" سيفوز بولاية ثالثة. فقد تحسن موقف "العدالة والتنمية" في استطلاعات الرأي بشكل طفيف خلال الأشهر الأخيرة، ويرجع ذلك على الأرجح لبعض الاستقرار في الظروف الاقتصادية الناتج عن الضوابط الصارمة على رأس المال.

من جهة أخرى، فإن "حزب الشعوب الديمقراطي" (HDP) يواجه حظرًا محتملًا من خوض الانتخابات القادمة، بسبب ارتباطه بـ"حزب العمال الكردستاني"، ومن المقرر اتخاذ القرار بشأن أهلية الحزب في كانون الثاني/ يناير 2023. وإذا تم حظره فسترتفع فرص الحزب الحاكم للفوز بمزيد من الأصوات البرلمانية. ورغم تدابير الدعم الاقتصادي، يشير أداء "العدالة والتنمية" في استطلاعات ما قبل الانتخابات إلى أنه سيفوز بحوالي 30% فقط من الأصوات، وهو ما يمكن أن يعادل عددًا أقل من المقاعد في الجمعية الوطنية منذ فوزه بنسبة 43% من الأصوات في انتخابات 2018. إضافةً إلى ذلك، لا يُتوقع أن يفوز تحالف "العدالة والتنمية" و"الحركة القومية" بأي أصوات من الأقلية الكردية، خاصةً إذا تم حظر "الشعوب الديمقراطي"، وعليه فمن المرجح أن يفشل الائتلاف الحاكم في تحقيق الأغلبية المطلقة.

على صعيد المعارضة، فإن الاقتتال داخل معسكرها على اختيار مرشح رئاسي يعني أن فرص فوزها في الانتخابات لا تزال منخفضة؛ وبالتالي يُرجح أن يستفيد "أردوغان" من تردد المعارضة في هذا الأمر. ورغم التوقّع بأن يتم اختيار زعيم "حزب الشعب الجمهوري"، كمال كيليجدار أوغلو، ليكون مرشح المعارضة للرئاسة، إلا أن "الطاولة السداسية" لم تؤكد هذا بعد، في ظل ما يثار أن ثاني أكبر عضو في الائتلاف "الحزب الجيد" يدعم ترشيح عمدة أنقرة، منصور يافاش. وهنا تجدر الإشارة إلى أن معسكر المعارضة خسر في الانتخابات الرئاسية السابقة لافتقاره إلى الوحدة، وتدل انقساماته المستمرة على أن ذلك سيؤدي لهزيمته مرة أخرى في الانتخابات الرئاسية عام 2023.

فيتش سوليوشنز