التطورات:
شارك الرئيس أحمد الشرع في منتدى أنطاليا الدبلوماسي، والتقى على هامش أعمال المنتدى عدداً من القادة على رأسهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيسة كوسوفو "فيوسا عثماني". كما زار الشرع الإمارات والتقى الرئيس محمد بن زايد ووزير الخارجية عبد الله بن زايد، وتبعها زيارة إلى قطر حيث التقى مع أمير قطر تميم بن حمد، كما اجتمع مع رئيس الوزراء العراقي بحضور الأمير تميم.
على صعيد آخر، استقبل الشرع في العاصمة دمشق وفداً عراقياً حكومياً ترأسه رئيس المخابرات حميد الشطري لبحث التعاون الأمني والاقتصادي بين البلدين. كما استقبل الشرع وفودًا من لبنان برئاسة رئيس الوزراء نواف سلام، ومن الأردن برئاسة وزير الخارجية أيمن الصفدي، واستقبل في قصر الشعب الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في أول زيارة للأخير إلى سوريا منذ 16 عاما.
إضافة إلى ذلك، استقبل الشرع عضوي الكونغرس كوري ميلز ومارلين ستوتزمان. وقالت المساعدة السابقة لوزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف للقناة 12 الإسرائيلية إن الشرع تعهد بأن سوريا لن تهدد "إسرائيل"، وأنه لن يسمح لأي جهة بتهديد "إسرائيل" من الأراضي السورية. فيما نقلت رويترز عن متحدث الخارجية الأمريكية أن واشنطن تلقت ردا من دمشق على مطالب أمريكية باتخاذ تدابير لبناء الثقة، وقال إن الرد محل تقييم.
من جانبه، استقبل وزير الدفاع اللواء مرهف أبو قصرة وفداً عسكرياً أردنياً على رأسه اللواء الركن يوسف الحنيطي رئيس هيئة الأركان المشتركة في زيارة تعد هي الأولى لمسؤول عسكري أردني رفيع المستوى إلى سوريا منذ الإطاحة بنظام الأسد. إلى ذلك، استقبل وزير الداخلية أنس خطّاب وفداً مشتركاً من وزراء داخلية ألمانيا والنمسا، حيث بحث معهم تطوير التعاون الأمني ومكافحة الإرهاب.
داخلياً، تم تعيين العميد فهيم عيسى نائباً لوزير الدفاع وقائداً للمنطقة الشمالية، وتعيين العقيد معتصم عباس قائداً لواء المشاة التابع للفرقة 80، والعقيد عبد المنعم الظاهر (أبو سليمان العيس) قائداً عاماً للقوات الخاصة التابعة للفرقة 52. بموازاة ذلك، تم تعيين ماهر الشرع (شقيق الرئيس ) بمنصب الأمانة العامة لرئاسة الجمهورية، فيما عيّن الرئيس الشرع "عبد القادر الحصرية" حاكماً للمصرف المركزي.
الإجراءات:
· أعلن نائب وزير الخارجية التركي نوح يلماز عن إطلاق آلية أمنية إقليمية تضم تركيا والعراق وسوريا ولبنان والأردن.
· أعلن وزير الداخلية عن دمج إدارات الأمن والشرطة تحت ممثل واحد في كل محافظة، وتأسيس بعثات تدريبية متخصصة في الخارج للتبادل العلمي الشرطي.
· أعلنت وزارة الدفاع عن استقبال طلبات المنشقين من الأفراد وضباط النظام السابق الراغبين بالعودة للخدمة، ضمن خطة تسوية لدمجهم في صفوف الجيش النظامي بعد تدقيق خلفياتهم.
· ذكر بيان للرئاسة السورية أنه تم تمديد عمل لجنة التحقيق في أحداث الساحل لمدة 3 أشهر غير قابلة للتمديد،.
· أعلن وزير الخارجية، أسعد الشيباني، عن اتفاق مع الإمارات على استئناف الرحلات الجويّة بين البلدين.
الأحداث:
· استهدفت غارات جوية مطار حماة العسكري ومطار T4 في ريف حمص، مما أدى إلى خروج مطار حماة عن الخدمة. كما تم استهداف محيط مبنى البحوث العلمية في مساكن برزة بدمشق والكسوة بريف دمشق.
· توغلت قوات "إسرائيلية" برية في حرش الجبيلية وتل الجموع في محافظة درعا، وقصفت بالمدفعية والطائرات المروحية مواقع في ريف درعا الغربي، مما أسفر عن استشهاد 10 أشخاص وإصابة 22 آخرين في نوى. وفي وقت لاحق توغلت قوات "إسرائيلية" في ريف القنيطرة، ونصبت حواجز عسكرية بين بلدات طرنجة وحضر وحرفا.
· شهدت مدينة جرمانا توتراً أمنياً بعد انتشار تسجيل صوتي فيه إساءة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، وتم تجاوز حالة التوتر والاحتقان في المدينة من خلال الاتفاق على تسليم الأسلحة الثقيلة في المدينة دون سقوط ضحايا.
· توسعت أحداث جرمانا إلى منطقة صحنايا ذات الطبيعة الديمغرافية المختلطة، حيث حصلت اشتباكات أدت إلى مقتل 11 من عناصر الأمن العام في صحنايا، وبعدها تدخلت قوات تتبع للجيش السوري لاستعادة الأمن وملاحقة المجموعات الخارجة عن القانون في المدينة.
· وجه وزير الدفاع "الإسرائيلي" تحذيراً للقوات السورية من الاعتداء على الدروز في منطقتي (جرمانا وصحنايا) ، وقام بعدها طيران الاحتلال بشن عدة غارات استهدفت القوات العسكرية والأمنية السورية في صحنايا وأشرفية صحنايا.
· شهدت حلب تقدمًا كبيرًا في تنفيذ اتفاق بين الحكومة السورية وقسد، شمل تبادل 250 موقوفًا وإطلاق سراح المخطوفين. كما بدأ انسحاب قسد من حيي الشيخ مقصود والأشرفية تحت إشراف وزارة الدفاع، مع انتشار قوات الجيش السوري لتأمين المنطقة. وفي سد تشرين، نفذت الحكومة وقسد اتفاقًا لتثبيت وقف الاشتباك وإعادة تشغيل المؤسسات الرسمية، إلا أن تقارير شبه رسمية تشير إلى تعثر في تطبيق هذه الاتفاقات.
· أعلن رامي مخلوف ابن خال بشار الأسد إعادة تفعيل "قوات النخبة" بالتعاون مع القائد العسكري سهيل الحسن، وأوضح أنه تم تشكيل خمس عشرة فرقة تعدادها نحو 150 ألف مقاتل للدفاع عن إقليم الساحل السوري.
· نفذت إدارة الأمن العام حملات واسعة أسفرت عن إلقاء القبض على مجرمين بارزين من النظام السابق، مثل يمان دركوشي في إدلب، محمود بديوي الحسين في دير الزور، وكامل عباس في حمص، المتهمين بارتكاب جرائم حرب. كما ضبطت مستودعات أسلحة في درعا، ريف دمشق، حمص، واللاذقية، شملت صواريخ مضادة للدروع، رشاشات ثقيلة، وحبوب كبتاغون.
· أدت حملة أمنية في بصرى الشام إلى حل اللواء الثامن بقيادة أحمد العودة، وتسليم أسلحته لوزارة الدفاع، مما عزز سيطرة الدولة على المنطقة، وذلك بعد مقتل القيادي بلال الدروبي على يد عناصر ينتمون إلى اللواء الثامن.
· تمكّنت إدارة مكافحة المخدرات من ضبط 50 ألف حبة كبتاغون في السفيرة بريف حلب، وكميات كبيرة في مرفأ اللاذقية.
· ردت قوات الجيش السوري على قذائف هاون مصدرها الأراضي اللبنانية، وتم التنسيق مع الجيش اللبناني لمنع الانزلاق إلى تصعيد جديد.
الاستنتاجات:
· تشير تصريحات عضو الكونغرس الأمريكي كوري مايلز إلى أن مركز ثقل الاهتمام الأمريكي بخصوص سوريا، يتمثل في موقف دمشق من نفوذ إيران والعلاقة مع "إسرائيل". ومن الواضح أن القيادة السورية ترسل رسائل منفتحة تجاه "التعاون" مع إسرائيل في أمور أمنية، لتخفيف الضغوط الأمريكية. لكنّ تخفيف الضغوط ليس من المرجح أن يحدث دون التزامات وإجراءات وليس مجرد خطاب منفتح، وهو ما يعزز من تواصل النهج الإسرائيلي العدواني في الفترة القادمة.
· من المتوقع أن يؤدي تفعيل الآلية الأمنية الإقليمية الخماسية إلى تأسيس تعاون أمني وسياسي متطور في المنطقة، يحقق أهدافا من بينها تطوير التعاون الأمني لمواجهة داعش، وإرسال رسالة تركية للولايات المتحدة أن حكومات المنطقة قادرة على تحمل المسؤولية الأمنية، بما يعزز الاتجاه لسحب واشنطن قواتها وتراجع أهمية قسد. بالإضافة إلى دمج النظام السوري في المنظومة الأمنية مع دول الجوار التي مازال بعضها يتبنى نهجا حذرا في تطوير العلاقات.
· يمثل حلّ "اللواء الثامن" تطورا إيجابيا في مسار فرض سياسة الدولة على الأطراف، كما سيكون له تأثير على مجمل التهديدات القادمة من الجنوب؛ لأن تفكيك منظومة نفوذ أحمد العودة يحرم الجهات الخارجية المعادية من وكيل محتمل، كما يفقد دروز السويداء حليفا محتملا.
· يكشف إعلان رامي مخلوف استمرار متوقع لمحاولات فلول النظام تقويض سيطرة النظام الجديد. لكن خلوف وحلفاؤه المزعومين ليسوا أكثر من مشكلة أمنية، قد يطول أمد القضاء عليها بصورة شاملة، لكنّها لا تتمتع بمقومات الانفصال لا من الناحية العسكرية، ولا من الناحية الجيوسياسية حيث تفتقد لداعم خارجي حقيقي.
· ستواصل قسد التمسك بالفيدرالية كبديل عن الانفصال الذي لا يتوفر الدعم الخارجي له. ويتضح للإدارة السورية مع الوقت أن التعويل على التوصل لتفاهم داخلي "وطني" مع قسد سيكون بعيد المنال دون الأخذ في الاعتبار العامل الخارجي الذي سيكون حاسما في تقرير مستقبل هذه الأزمة. فالداعم الأساسي لقسد يظل هو التواجد الأمريكي الذي يوفر لها الحماية، بينما يظل التهديد الأكبر لها هو تركيا التي لن تسمح بكيان فيدرالي كردي على حدودها.
· لا يدع سلوك قيادة الدروز مجالا للشك أن أولويتهم لن تكون الاندماج في حالة وطنية ضمن دولة مركزية وإنما تأسيس حالة انفصالية برعاية أمنية إسرائيلية مباشرة. وهو تهديد يتقاطع مع أجندة المتطرفين في حكومة نتنياهو الذين يدعون صراحة لتفكيك الدولة السورية، ومن المرجح أن تنتهج دمشق سياسة احتواء وتجنب الصدام في ظل حرصها على تجنب توسع الصدام مع "إسرائيل".