تطورات الأجهزة الأمنية
أجرى الرئيس الأمريكي ترامب جولة خليجية، شملت السعودية وقطر والإمارات، وشهدت توقيع اتفاقيات وتعهدات بصفقات واستثمارات تغطي مجالات الطاقة والتكنولوجيا، إلى جانب تعزيز الشراكات الأمنية والعسكرية. وفي السعودية، تم توقيع اتفاقيات ومناقشة وعود قدمتها الرياض باستثمارات تصل إلى 600 مليار دولار، بينها صفقة دفاعية تاريخية بقيمة 142 مليار دولار. في المقابل، تراجعت الولايات المتحدة عن مطالبة السعودية بالتطبيع كشرط للتقدم في المفاوضات بشأن التعاون النووي المدني.
وفي قطر، بلغت قيمة الاتفاقات وخطط الاستثمارات المحتملة 1.2 تريليون دولار، من بينها استثمارات محتملة بقيمة 38 مليار دولار لدعم قاعدة العديد والقدرات الدفاعية. كما أُبرمت اتفاقيات دفاعية لشراء أنظمة مضادة للطائرات المسيرة وطائرات MQ-9B بقيمة تقارب 3 مليارات دولار. وفي الإمارات، تعهدت أبو ظبي باستثمار 1.4 تريليون دولار في الاقتصاد الأمريكي خلال السنوات العشر المقبلة، منها 200 مليار دولار اتفاقات فورية، فضلًا عن توقيع خطاب نوايا لإقامة شراكة دفاعية موسعة.
في سياق متصل، استضافت الرياض لقاء جمع الرئيس الأميركي بالرئيس السوري، بمشاركة الرئيس التركي افتراضياً، حيث أعلن ترامب رفع العقوبات عن سوريا، فيما كشفت "رويترز" أن الإمارات فتحت قناة اتصال بين سوريا و"إسرائيل"، وأكد الرئيس السوري، أن مفاوضات غير مباشرة تُجرى مع "إسرائيل" بهدف منع التصعيد. من جهتها، استضافت سلطنة عمان الجولة الرابعة من المحادثات الأمريكية – الإيرانية ، فيما أشاد ترامب بدور قطر في تسهيل المحادثات. وفي اليمن، نجحت وساطة عُمانية في التوصل إلى اتفاق بين واشنطن والحوثيين، لا يشمل "إسرائيل"، يقضي بوقف إطلاق النار ووقف استهداف السفن الأميركية.
خارجيًا، وافق مجلس وزراء الصومال على اتفاقية أمنية مع الرياض لتعزيز التعاون العسكري وتبادل المعلومات الاستخبارية، فيما عقد نائب وزير الداخلية السعودي مع نظيره الصيني، الاجتماع الخامس للجنة الشؤون الأمنية المنبثقة عن اللجنة السعودية الصينية المشتركة. وفي بغداد، عقدت اللجنة الأمنية المشتركة بين وزارتي الداخلية في قطر والعراق اجتماعها الأول، بينما نظّمت الدوحة قمة قطر للأمن البحري 2025، وزار وفد قطري مقر قوات الدرك الخاصة في أنقرة، فيما وقّعت وزارة الداخلية خطابي نوايا مع شركتي "بالو آلتو نتوركس" و"ديل تكنولوجيز" لتعزيز الأمن السيبراني.
خليجيًا، استقبل رئيس الإمارات، محمد بن زايد، ومستشار الأمن الوطني، طحنون بن زايد، وزير الدفاع السعودي، خالد بن سلمان، بينما شهدت السعودية سلسلة من الاجتماعات الأمنية لدول مجلس التعاون، أبرزها الاجتماع الـ19 للجنة الدائمة لمكافحة الإرهاب.
عسكريًا، وافقت البنتاغون على بيع منظومة الدفاع الجوي "باتريوت" ومعدات مرتبطة بها إلى الكويت بقيمة 425 مليون دولار، بينما كشفت شركة "بوينغ" عن تعاونها مع الشركة السعودية للصناعات العسكرية لتوطين إنتاج طائرات "F16EX"، داخل المملكة.
في شأن سعودي، أعفى أمر ملكي سعودي، ناصر الداود من منصب نائب وزير الداخلية وعيّنه نائبًا لوزير الحرس الوطني، وكلّف الأمير عبد العزيز آل مقرن، بمهام نائب وزير الداخلية، فيما عين هشام بن عبد العزيز مستشارًا لوزير الدفاع لشؤون الاستخبارات.
مستجدات الإجراءات الأمنية
· توصلت الإمارات لاتفاق مع الاحتلال بشأن إدخال مساعدات إنسانية عاجلة إلى غزة، كما نفذت بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، رحلة إخلاء من القطاع، عبر معبر كرم أبو سالم ومطار "رامون الإسرائيلي"، ضمت 101 مريضًا و87 من مرافقيهم.
· قررت شركة طيران الاتحاد الإماراتية توسيع نشاطها في "إسرائيل".
· كشفت تقارير عربية عن تنسيق بين "إسرائيل" والإمارات لتقويض التقارب بين الدوحة وإدارة ترامب.
· هاجم مكتب نتنياهو دولة قطر على خلفية اتهامها "إسرائيل" أمام محكمة العدل الدولية باستخدام التجويع كسلاح في غزة، وتقدّم حزب الليكود بمشروع قرار في الكنيست لمنع قطر من الوساطة بين حماس والاحتلال.
· دعت سفارة قطر في واشنطن المواطنين الراغبين في زيارة الولايات المتحدة، إلى تجنب الأنشطة السياسية مثل المظاهرات، والامتناع عن نشر محتوى مثير للجدل، والتعاون مع السلطات الأمنية.
· أعلنت الخرطوم قطع العلاقات الدبلوماسية مع أبو ظبي واعتبارها "دولة عدوان"، بينما قررت الإمارات إبعاد معظم طاقم القنصلية السودانية في دبي، بعد احتجازهم واستجوابهم.
· رفضت محكمة العدل الدولية دعوى السودان ضد الإمارات بشأن الإبادة الجماعية في دارفور، لعدم الاختصاص.
· ألغت الإمارات حظر السفر إلى لبنان، ورفعت الكويت مستوى تمثيلها الدبلوماسي خلال زيارة الرئيس جوزاف عون، وتم التوافق على تسهيل دخول اللبنانيين إلى الأراضي الكويتية.
· أعدمت السلطات السعودية المواطن "محمد الراشد" بعد إدانته بتسريب معلومات لـ"تنظيم إرهابي".
· قضت محكمة الجنايات الكويتية بالإعدام لـ5 إيرانيين بعد إدانتهم بمحاولة تهريب المخدرات إلى البلاد.
· استأنف الطيران السعودي نقل الحجاج الإيرانيين لأول مرة منذ عام 2015.
· اعتقلت السلطات السعودية، ثم رحلت، رجل الدين الإيراني، غلام قاسميان، خلال وجوده لأداء الحج، على خلفية نشره مقطع فيديو تضمن انتقادات للمملكة.
· أصدرت السلطات السعودية حكمًا بالسجن 10 سنوات على المواطن السوداني – البريطاني، أحمد الدوش.
· أفرجت السلطات السعودية عن معتقلين فلسطينيين بسبب انتماءات سياسية، كما أطلقت سراح الناشط، فاضل المناسف، مؤسس مركز العدالة لحقوق الإنسان، بعد قضائه 14 عامًا في السجن.
· أوقفت السلطات السعودية 120 شخصًا، بينهم مسؤولون في وزارات الداخلية والدفاع والصحة، بتهم تتعلق بالرشوة واستغلال النفوذ الوظيفي.
· قررت محكمة التمييز الكويتية وقف تنفيذ حكم حبس وزير الداخلية والدفاع السابق، طلال الخالد، بعد إدانته باختلاس المال العام وإساءة استخدام السلطة.
· أيدت السلطات الكويتية حكمًا غيابيًا بحبس المعارض المعتقل، سلمان الخالدي، 5 سنوات مع الشغل والنفاذ، وبحبس طالبة جامعية، 3 سنوات، بتهمة التطاول على مسند الإمارة.
· أفرجت الكويت عن 10 محتجزين أمريكيين بموجب عفو، ليرتفع عدد المفرج عنهم منذ مارس إلى 23، غالبيتهم في قضايا مخدرات.
· كثفت السلطات الكويتية حملاتها الميدانية للتأكد من إخلاء مقرات الجمعيات الخيرية، بعد قرارها الأخير بوقف أنشطة مؤسسات العمل الخيري وجمع التبرعات مؤقتًا.
· حجبت وزارة الداخلية الكويتية نحو 80% من الحسابات الوهمية التي تروّج للأخبار الكاذبة والإساءات، وألقت القبض على مواطن كويتي تورط في إدارة 16 حسابًا.
· أعلنت الحكومة الكويتية سحب الجنسية من أكثر من 1900 شخص، وممن اكتسبوها بالتبعية، لأسباب تتعلق بالمصلحة العليا والازدواجية والتزوير، إضافة إلى جنسيات استثنائية مُنحت تحت بند "الأعمال الجليلة".
أبرز الأحداث الأمنية
· اتهم سفير السودان لدى الأمم المتحدة الإمارات بشن هجمات جوية بطائرات حربية ومسيرة على بورتسودان انطلقت من قاعدة إماراتية على البحر الأحمر، وذلك عقب غارة للجيش السوداني على نيالا استهدفت طائرة إماراتية وأدت لمقتل 13 أجنبيًا، بينهم "عناصر إماراتية".
· أعلنت الإمارات إحباط محاولة تهريب نحو خمسة ملايين طلقة ذخيرة إلى الجيش السوداني، بعد ضبط الشحنة على متن طائرة خاصة كانت قد أعلنت رسميًا نقل أدوات طبية، وهبطت في أحد مطاراتها للتزود بالوقود.
· بدأ فريق بحث وإنقاذ قطري، بمشاركة أميركيين، عمليات بحث في سوريا عن رفات أسرى أمريكيين قُتلوا على يد تنظيم الدولة الإسلامية قبل نحو 10 سنوات.
· أعلنت الإمارات نجاح وساطة جديدة بين روسيا وأوكرانيا أسفرت عن تبادل 205 أسيرًا من كل جانب.
· أحبطت وزارة الداخلية الكويتية محاولة تهريب كميات من المشتقات البترولية إلى خارج البلاد، كما داهمت منازل تستخدم في تعدين العملات المشفرة.
المؤشرات والاتجاهات الأمنية
· على الرغم من الأجواء التي واكبت زيارة ترامب، ورهان الأخير على دور السعودية كقوة إقليمية عربية، فإن الجانبين لم يتوصلا بعد لاتفاق دفاعي تطالب به السعودية. ومع أن ترامب لم يشر خلال زيارته لمسألة التطبيع إلا أن إبعادها عن الطاولة فيما يبدو يعني ضمناً تأجيل مناقشة الاتفاق الدفاعي، الذي مازال سيواجه تحديات في الكونغرس ما لم يتضمن تطبيعاً سعودياً إسرائيلياً كاملا. في المقابل، يرجح أن تحظى السعودية بصفقات أسلحة أمريكية مهمة، وربما يجري التوصل لاتفاق بخصوص البرنامج النووي السلمي.
· من المتوقع أن تتواصل الضغوط "الإسرائيلية" على قطر واتهامها بدعم حركة حماس، في المقابل سوف تتزايد الأدوار الأمنية للإمارات في الملف الفلسطيني باعتبارها شريكاً موثوقاً لحكومة نتنياهو، وضمن سعي الإمارات لإبعاد النفوذ القطري عن الملف.
· تواصل السلطات الكويتية إجراءات سحب الجنسية بنهج صارم سيترك تداعيات اجتماعية واسعة. لا توجد إحصاءات دقيقة حتى الآن حول تصنيف المتضررين من هذه الإجراءات، لكن يُتوقع أن بينهم نسبة معتبرة من "البدون"، ما يعني عودة ملف البدون لإثارة توترات داخلية أمنية واجتماعية.
· تواصل السلطات السعودية إجراءات الإفراج عن كوادر إسلامية ومعارضة، ضمن سياسة مستمرة لتبني مقاربة أكثر انفتاحاً، لكنّها لا تشمل حتى الآن الرموز الرئيسية بما يرسل رسالة أن هذا الانفتاح مقيد ويستهدف في مرحلته الراهنة الصف الثاني أو الإسلاميين غير التنظيميين.