تطورات الأجهزة الأمنية
عقد رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، جلسة مباحثات في القاهرة تناولت إعادة الإعمار والأمن المائي ضمن قضايا أخرى، فيما تلقى البرهان دعوة من الرئيس فلاديمير بوتين للمشاركة في أعمال القمة الروسية العربية. كما التقى البرهان، في العاصمة الإدارية المؤقتة بورتسودان، مدير جهاز المخابرات بأفريقيا الوسطى الفريق أول هنري وانزين، وذلك بحضور مدير جهاز المخابرات العامة الفريق أول أحمد إبراهيم مفضل، حيث نقل وانزين رسالة شفوية من رئيس جمهورية أفريقيا الوسطى، فوستين-أركانج تواديرا تتصل بالعلاقات الثنائية بين البلدين وسبل دعمها وتطويرها، كما سلّم رئيس المخابرات الإثيوبية، رضوان حسين، رسالة للبرهان، من رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، يؤكد فيها دعمه الثابت للجهود الرامية لتحقيق سلام دائم في السودان.
داخلياً، أصدر رئيس البرهان مرسوماً دستورياً قضى بتعيين الدكتورة سلمى عبد الجبار المبارك والدكتورة نوارة أبو محمد طاهر، أعضاء في مجلس السيادة ممثلتين للإقليم الأوسط والشرقي، وتعيين كامل إدريس برئاسة الحكومة بصلاحيات كاملة بعد أكثر من (4) سنوات ظل خلالها المنصب يدار بالتكليف.
من جانب آخر، ظهر قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو "حميدتي" في خطاب مسجل هو الأول له منذ فترة طويلة جدد فيه اتهامه لمصر بالهجوم على مواقع قواته ومساندة الجيش، ولمّح بشن هجوم على مدينة الأبيض بولاية شمال كردفان والولاية الشمالية.
مستجدات الإجراءات الأمنية
· أصدرت قيادة الجيش قراراً بوقف تزويد الكتائب والجماعات المسلحة المتحالفة معه بالسلاح منذ مطلع مايو الحالي، كما قررت مراجعة إجراءات التجنيد.
· ألغى البرهان إشراف أعضاء مجلس السيادة على الوزارات، في حين حلّ رئيس الوزراء كامل إدريس الحكومة السابقة، وقرّر تكليف الأمناء العامين والوكلاء بتسيير المهام.
· أعلنت واشنطن أنها ستفرض عقوبات على السودان شملت قيودًا على الصادرات الأميركية إلى البلاد وعلى الوصول إلى خطوط الائتمان، بعد توصلها إلى خلاصة مفادها أن الجيش السوداني استخدم أسلحة كيميائية عام 2024 خلال صراعه مع قوات الدعم السريع، في حين سارعت الخرطوم لرفض تلك الاتهامات والعقوبات واتهمت بدورها واشنطن بالابتزاز والتزييف. وقد شكّل البرهان لجنة وطنية للتحقيق في القضية.
· تقلّصت الرحلات الجوية بمطار بورتسودان الدولي بشكل لافت في أعقاب تعرض المطار لهجومين بالطائرات المسيرة هذا الأسبوع.
أبرز الأحداث الأمنية
· دارت معارك شرسة بين الجيش وحلفائه من جهة، وقوات "الدعم السريع"، في ولايات شمال وجنوب وغرب كردفان، واستطاعت "الدعم السريع" خلالها استرداد مدن وبلدات مهمة من قبضة الجيش، وهي: النهود، الخوي، الدبيبات، أم صميمة، الحمادي، كازقيل، وألحقت به خسائر فادحة في الأنفس والعتاد.
· استهدفت طائرة مُسيّرة أطلقتها قوات الدّعم السريع مستودعات الغاز الإستراتيجية بمدينة بورتسودان، محدثة انفجارات قوية أدت لاشتعال النيران فيها، كما استهدفت قاعدة عثمان دقنة الجوية ومطار بورتسودان محدثة خسائر طالت أحد المخازن الرئيسية ما قاد إلى تعليق العمل مؤقتًا في مطار بورتسودان.
· قتل 89 شخصاً على الأقل وأصيب العشرات، في غارة جوية نفذها الطيران الحربي التابع للجيش السوداني على سوق البلدة التي تقع على بعد 80 كيلومتراً شرق مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، فيما أفاد شهود عيان أن الهجوم على السوق تم بطائرة مسيرة.
· قُتل 45 مدنيًا وأصيب آخرون خلال يومين، جراء القصف المدفعي الذي تشنه قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور.
· انتشلت السلطات الأمنية في مدينة الكفرة الواقعة جنوب شرقي ليبيا، جثث 11 سودانياً، بينهم نساء وأطفال، قالت إنهم قضوا بسبب العطش، بعد تعطّل سيارة كانت تُقلّهم في الصحراء الكبرى، عندما كانوا في طريقهم إلى داخل الكفرة.
· استهدفت قوات الدعم السريع قافلة مساعدات أممية كانت تنقل مواد غذائية إلى مدينة الفاشر، غربي السودان، مما أسفر عن مقتل ستة أشخاص على الأقل، منهم سائقو شاحنات ومساعدوهم، بينما تعرضت سبع شاحنات محملة بالذرة والزيت والعدس لأضرار جسيمة.
· قصفت قوات الدعم السريع مستشفى الضمان الاجتماعي في مدينة الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان بطائرة مسيّرة، ما أدى لمقتل 6 أشخاص وإصابة 10 آخرين. بينهم مرضى ومرافقون وكوادر طبية.
· أعلنت وزارة الصحة في السودان وفاة 70 شخصا في الخرطوم جراء الكوليرا، في وقت تواصل عاصمة البلاد مكافحة التفشي المتسارع للوباء وسط انهيار الخدمات الأساسية، وكانت الوزارة أعلنت تسجيل 942 حالة إصابة جديدة و25 وفاة في ولاية الخرطوم.
المؤشرات والاتجاهات الأمنية
· زيارة كل من وفد مخابرات أفريقيا الوسطى، ومدير المخابرات الأثيوبي إلى بورتسودان تشير إلى تفاعل الدول الإقليمية بعد أن بات واضحاً أن الجيش السوداني يمسك بزمام المبادرة الميدانية والسياسية داخل البلاد، بعد السيطرة على الخرطوم. لكن من المبكر الجزم أن الأطراف الإقليمية سوف تغير على الفور موقفها إزاء التعامل مع قائد الدعم السريع، أو حتى التوقف عن تقديم الدعم غير الرسمي له.
· يسعى حميدتي لرفع الروح المعنوية لعناصر بعد انسحابه من وسط البلاد من خلال سيطرته على مواقع استراتيجية "النهود، الخوي، الدبيبات، أم صميمة، الحمادي، كازقيل"، ومن المرجح أن يركز على بسط السيطرة على ولاية كردفان الكبرى لتصبح خطوط إمداده متصلة.
· ضربات الدعم السريع لمدينة بورتسودان بالمسيرات تؤشر لامتلاكها تقنيات عسكرية متقدمة، قد تساهم في استعادة الدعم السريع زمام المبادرة العسكرية الذي فقدته بسبب حصول الجيش على أجهزة تشويش ومسيرات قتالية. أي أن هذه الهجمات، التي اقتصرت على طابع انتقامي، ترسل مؤشرا واضحا أن الدعم السريع وحلفائه ليسوا بصدد الاستسلام لسيطرة الجيش على الخرطوم، وأن احتمالات تصعيد العمليات العسكرية بهدف عكس انتصارات الجيش يظل قائما.