الموجـز الأمنـي السوري - مايو 2025

الساعة : 12:00
9 يونيو 2025
الموجـز الأمنـي السوري - مايو 2025

تطورات الأجهزة الأمنية

التقى الرئيس السوري، أحمد الشرع، نظيره الأمريكي، دونالد ترامب، في الرياض بحضور ولي العهد السعودي، واتفقوا على تفكيك ما تبقى من ترسانة الأسلحة الكيماوية وتعزيز التعاون الاستخباراتي والأمني مع واشنطن، لا سيما في ملف مكافحة "الإرهاب" ومنع "المقاتلين الأجانب"، خاصة من التنظيمات "الجهادية"، من تسلم مناصب حكومية أو سيادية. وفي باريس أكد "الشرع" خلال لقائه بنظيره الفرنسي أن الدستور السوري سيُحدد من سيحصل على الجنسية من "المقاتلين الأجانب"، كما التقى هناك بالضابط المنشق المعروف باسم "قيصر". كما قام "الشرع" بزيارة إلى تركيا التقى خلالها الرئيس التركي بحضور وزراء الدفاع والخارجية ورئيس الاستخبارات التركية وأجرى خلالها جولة في مصنع "تانك باليت" لصناعة الدبابات.

في غضون ذلك، بحث وزير الدفاع، مرهف أبو قصرة، مع كبير مستشاري وزارة الدفاع البريطانية دعم بناء الجيش السوري، وبحث التعاون المشترك مع القائم بأعمال سفارة أذربيجان في دمشق، كما بحث تعزيز التعاون المشترك في أمن الحدود مع وفد عسكري وأمني لبناني. بدوره، بحث وزير الداخلية، أنس خطاب، مع السفير السعودي بحث قضايا أمنية.

 على صعيد آخر، شهدت الفترة السابقة لقاءات سورية "إسرائيلية"، حيث ذكر الرئيس الشرع إن هناك مفاوضات غير مباشرة عبر وسطاء بينما كشفت صحيفة عبرية وغيرها عن لقاءات مباشرة بين مسؤولين أمنيين في عاصمة أذربيجان بحضور ممثلين أتراك، إلى جانب اجتماعات مباشرة على الحدود السورية مع "إسرائيل" بقيادة "أحمد الدالاتي" قائد الأمن الداخلي في السويداء.

وعلى صعيد التعيينات، تم تعيين اللواء "عبد القادر طحان" معاونًا لوزير الداخلية للشؤون الأمنية، واللواء "أحمد لطوف" معاونًا للشؤون الشرطية، والعميد "زياد العايش" معاونًا للشؤون المدنية والمهندس "أحمد حفار" معاوناً للشؤون التقنية، والدكتور "محمد حسام الشيخ فتوح" معاوناً لشؤون القوى البشرية، والمقدم "مصطفى كنيفاتي" قائدًا عامًا للقوات الخاصة، والمقدم "حكيم الديري" قائدًا للأمن الداخلي لمدينة اللاذقية، والعميد "أسامة عاتكة" في محافظة دمشق، والعميد "حسام الطحان" في ريف دمشق، والعميد "شاهر عمران" في درعا، والعميد "مرهف النعسان" في حمص، والعقيد "أحمد الدالاتي" في السويداء، العميد "محمد قصي الناصير" في القنيطرة.

وفي سياق متصل، تم تعيين "حسين السلامة" رئيسًا للاستخبارات العامة ورئيس لجنة تنفيذ الاتفاق مع "قسد"، إلى جانب تعيين المهندس هاشم الشيخ مسؤولاً عن منطقة منبج شرقي حلب.

مستجدات الإجراءات الأمنية

·     بدأت السلطات السورية والتركية مناقشة بنود اتفاقية دفاع مشترك لإنشاء قواعد عسكرية تركية لتدريب الجيش السوري، وتفعيل منظومة رادار ودفاع جوي وطائرات مسيرة.

·     ناقشت الحكومة و"قسد" ملف إدارة حقلي "العمر" و"كونيكو" النفطيين بريف دير الزور، كما اتفق الطرفان على وضع آلية مشتركة لإخراج العوائل السورية من مخيم "الهول" بريف الحسكة إلى مناطقهم الأصلية.

·     واصلت أمريكا تقليص وجود قواتها في حقلي "كونيكو" و"العمر" النفطيين في دير الزور وتوجهت إلى قواعد "قسرك" و"الشدادي" بريف الحسكة، وأعلن التحالف الدولي إعادة تموضع قواته حسب الظروف الميدانية ومواصلة العمل مع الشركاء المحليين، بينما استقدمت "قسد" تعزيزات عسكرية ضخمة إلى الحقلين بعد التقليص.

·     وقعت الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية والموانئ مذكرة تفاهم مع شركة دبي العالمية بقيمة 800 مليون دولار لتطوير وإدارة وتشغيل محطة متعددة الأغراض في ميناء طرطوس وتأسيس مناطق حرة ومناطق صناعية ومحطات عبور للبضائع وموانئ جافة.

·     غادرت عدة شخصيات فلسطينية من الأراضي السورية، منها أمين سر "فتح الانتفاضة" أبو حازم الصغير، وأمين سر جبهة النضال خالد عبد المجيد، وكذلك طلال ناجي مسؤول القيادة العامة بعد سلسلة من الاستجوابات الأمنية، في حين أوقفت القوى الأمنية "ماهر المؤذن" القيادي البارز في "حركة فلسطين حرة" والمقرّب من قائد الجناح العسكري في الحركة، سائد عبد العال.

●    بدأ الجيش السوري جنوبي البلاد قبول طلبات أكثر من 3 آلاف متطوع عبر لجنة مختصة في وزارة الدفاع، فيما وافقت الوزارة على فتح باب التطوع لسكان مدينة "جرمانا" من جميع المكونات بعد عيد الأضحى.

·       تفقد قائد القوى الجوية ورئيس أركانها مطار "السين" العسكري للاطلاع على جاهزيته الفنية.

·     سلمت السلطات السورية، مخابرات الجيش اللبناني أحد المتورطين الأساسيين في جريمة خطف وقتل المسؤول في "القوات اللبنانية"، باسكال سليمان، العام الماضي.

أبرز الأحداث الأمنية

●    استهدفت غارات "إسرائيلية" مناطق عسكرية في اللاذقية وطرطوس وحماة ودمشق وريفها ودرعا، كما استهدفت محيط القصر الرئاسي في دمشق، وفي حين واصل طيران الاستطلاع "الإسرائيلي" التحليق في سماء الجنوب السوري ودمشق وحماة، شهدت أجواء ريف دمشق واللاذقية وطرطوس ودرعا والقنيطرة تحليقًا للطيران الحربي "الإسرائيلي". بالمقابل، شهدت الحدود "السورية - التركية" تحليقًا للطيران الحربي التركي الذي أرسل إشارات تحذيرية وتشويشًا على الطائرات "الإسرائيلية" مطالبًا بمغادرة الأجواء السورية.

●    توغلت القوات "الإسرائيلية" في بلدات "صيدا" و"الدواية الكبيرة" و"تل كروم جبا" و"الصمدانية" و"رويحينة" إضافة للسكن الشبابي قرب بلدة بريقة، وطريق عين البيضة - جباتا الخشب في محافظة "القنيطرة"، حيث اعتقلت عددًا من الشباب واقتادتهم نحو الجولان المحتل قبل أن تفرج عنهم. وشهدت منطقة رويحينة احتجاجات شعبية طرد خلالها دورية "إسرائيلية" قرب السد بعد محاولة الآليات العسكرية منع المدنيين من الاقتراب بقصد السياحة.

●    قام الجيش "الإسرائيلي" بإجلاء سوريين دروز لتلقي العلاج الطبي داخل "إسرائيل" ونقلهم للمركز الطبي في "صفد" بعد إصابتهم داخل سوريا، بينما نفت مواقع درزية أنباء هبوط المروحيات في السويداء.

●    شهدت عدة مناطق في البلاد حالات اغتيال وإطلاق نار وقنابل وتفجير عبوات وسيارات مفخخة في كل من حلب ودرعا والسويداء وحمص ودير الزور، تبنى تنظيم "داعش" عدداً منها، بينما يرجع بعضها لفلول الأسد.

●    شهدت مدينة السويداء قصفاً بقذائف هاون أطلقت من مناطق بين درعا والسويداء، وهاجمت مجموعات تابعة "للمجلس العسكري" آليات تابعة لقوى الأمن أثناء نقل مصابين إلى السويداء.

●    خطفت مجموعة درزية محافظ السويداء رداً على توقيف شباب من أقاربهم في دمشق بتهم السرقة، كما شهدت المحافظة توتراً وأعلنت مشيخة الدروز بعده تفويضاً للفصائل بدعم مهام الضابطة العدلية ومؤسسات الشرطة والقضاء.

●    نفذت قوى الأمن حملة ضد خلايا تنظيم "داعش" بعدما عاود نشاطه بشكل ملحوظ في كافة الأراضي السورية، حيث شملت الحملة عددًا من مناطق الغوطة الغربية منها "الكسوة" و"ديرخبية" و"المقيليبة" و"زاكية"، أسفرت عن اعتقال 6 عناصر من أبناء بلدة زاكية بريف دمشق، 3 منهم عناصر لدى الأمن العام في منطقة الكسوة يشغل أحدهم رتبة قيادية في وزارة الدفاع، كان بحوزتهم كميات من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة، من بينها قواعد وصواريخ "م.د" كانوا يخططون لاستخدامها، كما ضبطت قوى الأمن مستودعا للسلاح بمزرعة في "خان الشيح" تحوي صواريخ وعبوات ومتفجرات.

●    أوقفت قوى الأمن عددًا من فلول نظام الأسد ومجرمي الحرب، إلى جانب ضبط العديد من مستودعات الأسلحة منها ما يحوي صواريخ وقذائف هاون.

●    نفذت القوى البحرية حملة واسعة ضد مراكب تهريب البشر في المياه الإقليمية على الساحل السوري وألقت القبض على عدد من المهربين وضبطت أسلحة وعتادًا حربيًا بحوزتهم بعد اشتباكات دامية لساعات.

●    أفرجت قوى الأمن عن عدة دفعات من الموقوفين على خلفية الأحداث التي شهدتها منطقتا "صحنايا"، و"أشرفية صحنايا" في ريف دمشق بعد استكمال التحقيقات، كما أعادت تنفيذ حملة تفتيش بحثًا عن أسلحة ومطلوبين وفتحت مركزًا لتسليم السلاح.

●    نفذ الأمن السوري والتركي عملية مشتركة أسفرت عن ضبط أكثر من تسعة ملايين حبة كبتاغون مخدرة خمسة ملايين تم تهريبها فعلاً إلى داخل الأراضي التركية.

·     استهدف عنصران من "العصائب الحمراء" أحدهما مصري الجنسية قاعدة "حميميم" العسكرية الروسية على الساحل السوري وقتلا جنديين روسيين.

المؤشرات والاتجاهات الأمنية

·     على الرغم من الرسائل الودية السورية، والإجراءات تجاه الفصائل الفلسطينية،  فإن "إسرائيل" لن تتخلى عن تقديرها لطبيعة التهديد الذي يمثله استقرار الحكم الجديد في سوريا وسيطرته الموحدة على البلاد، ولذلك؛ فإن النهج الإسرائيلي العنيف سوف يتواصل لدفع دمشق لإبرام اتفاقية أمنية صارمة، أو تطبيع العلاقات.

·     يشير الانقسام في الموقف الدرزي إلى حدود الثقة بجدية الدعم "الإسرائيلي" لتثبيت حالة الانفصال الدرزي، خاصة بعد أن ظهرت مؤشرات إمكانية التوصل لاتفاق بين دمشق وتل أبيب. بالإضافة لتراجع احتمالات مشروع الحكم الذاتي الكردي في الشمال الشرقي.

·     على الرغم من استمرار الأصوات الكردية المطالبة بالفيدرالية، إلا أن الواقع يفرض عليها التراجع لغياب البدائل السياسية والعسكرية المتاحة أمام "قسد"، في ظل الضغط التركي الأمريكي الذي يدفعها للاندماج في مؤسسات الدولة.

·     يُعطي استهداف عناصر داعش في هذا التوقيت عدة إشارات، أولها أن الإدارة الجديدة مهتمة بملف "مكافحة الإرهاب" الذي لطالما كان شاغلاً للدول الغربية، والثانية بأن إدارة الرئيس الشرع تلبي طلبات ترامب بمكافحة داعش، والثالثة نزع شرعية دور قوات "قسد" التي جعلت محاربة التنظيم شماعة لأعمالها. بالإضافة لذلك؛ فإن مستوى التهديد الذي يمثله التنظيم تزايد مؤخراً مع احتمالات أن تشن خلاياه عمليات تستهدف تحرير سجنائه وإعادة تعبئة قدراته القتالية.