لم تُسجَّل أي هجمات من قبل الميليشيات المدعومة من إيران على القوات الأمريكية وشركائها المحليين في العراق خلال النصف الأول من العام الجاري، بحسب تقرير لوزارة الدفاع الأمريكية هذا الشهر، وهو أدنى معدل هجمات في العراق منذ سنوات عديدة، حيث يعكس هذا التوقف الطويل "للأعمال العدائية" تراجع التوترات على نطاق واسع في الشرق الأوسط. وإن كان العراق لا يزال نقطة اشتعال رئيسية بين الولايات المتحدة وإيران، إلا أن عدد الهجمات انخفض بشكل كبير في سياق التهدئة الواسعة للتوترات الإقليمية؛ حيث تسعى إيران إلى إصلاح العلاقات مع دول الخليج والدول العربية الأخرى.
من جهة أخرى، فإن تراجع تلك الهجمات ضد القوات الأمريكية قد يعكس الجهود الإيرانية لتهدئة المخاوف السعودية، بشأن التأثيرات المزعزعة للاستقرار التي تخلفها الميليشيات العراقية، ما سيعزز العلاقات الدبلوماسية السعودية الإيرانية الناشئة. كما إن المفاوضات التي أجريت مؤخرًا عبر القنوات الخلفية بين إيران والولايات المتحدة قد دفعت الميليشيات المدعومة من إيران لضبط النفس. ورغم أن إحياء "خطة العمل الشاملة المشتركة" لا يزال غير مرجح، إلا أنه يبدو أن كلا الطرفين يسعيان للوصول لاتفاق "الأقل مقابل الأقل"؛ حيث تقوم الولايات المتحدة بتخفيف العقوبات على إيران (بما فيها السماح بالوصول إلى الاحتياطيات الأجنبية المجمدة في الخارج)، مقابل قيام إيران بوقف الأنشطة النووية والحد من الهجمات (عبر وكلائها) على المصالح العسكرية الأمريكية في العراق وسوريا.
ورغم أنه لا تزال هناك مخاطر كامنة لتصاعد الهجمات إذا تدهورت العلاقات الأمريكية الإيرانية مجددًا، إلا أنه من المتوقع أن يظل عدد الهجمات منخفضًا خلال الفترة القادمة. لكن الانتخابات الرئاسية الأمريكية في تشرين الثاني/ نوفمبر 2024 قد تمثل نقطة اشتعال محتملة؛ فقد تأتي تلك الانتخابات بمرشح جمهوري يعود إلى نهج أكثر عدائية تجاه إيران، ما سيحفز الهجمات مجددًا على القواعد والقوات الأمريكية من قبل وكلاء طهران في العراق.
إيكونوميك إنتيليجنس يونيت