مرصد التنبؤات الغربية 11 سبتمبر 2023

الساعة : 15:30
11 سبتمبر 2023
مرصد التنبؤات الغربية 11 سبتمبر 2023
تراجع مساعدات اللاجئين ستزيد الضغوط على الأردن وقد تدفع المملكة لترحيل بعضهم إلى سوريا

أعلن "برنامج الأغذية العالمي" التابع للأمم المتحدة عن تخفيض مساعداته المقدمة لحوالي 120 ألف سوري، في مخيمي الزعتري والأزرق للاجئين في الأردن؛ فابتداءً من آب/ أغسطس، سيحصل اللاجئون على 21 دولارًا شهريًا، بدلًا من 32 دولارًا سابقًا، ما يُظهر تضاؤل المساعدات الدولية المتاحة للاجئين في الأردن.

بدوره، يعاني الأردن من عجز هيكلي عميق في الموازنة؛ حيث تتم تغطية جزء كبير من الفجوة التمويلية في البلاد من خلال المساعدات الدولية. ومن المتوقع أن يؤدي ذلك إلى تقليص العجز المالي إلى 3.6% من الناتج المحلي الإجمالي خلال عام 2023 (مقارنة بـ6.1% من الناتج المحلي الإجمالي بدون المنح). وإذا تضاءل الدعم الدولي للاجئين في الأردن، في ظل مواجهة وكالات المعونة العالمية لارتفاع أسعار السلع الأساسية وإرهاق المانحين، فسوف تواجه المملكة ضغوطًا متزايدة لسد الفجوة لتجنب التدهور الحاد في الظروف الإنسانية. وهذا سيؤدي بدوره إلى تفاقم الاستياء الشعبي بشأن التكلفة المالية والضغوط على الخدمات العامة لاستضافة اللاجئين، والمخاوف العامة بشأن التكامل الاجتماعي على المدى الطويل، ما سيدفع الحكومة إلى تبني موقف عدائي متزايد تجاه وجود اللاجئين.

بناءً على ذلك، من المتوقع أن يقرر الأردن ترحيل بعض اللاجئين إلى سوريا خلال الفترة القادمة، في ظل تصاعد الاستياء الحكومي والشعبي من وجودهم. ففي القمة الإقليمية التي استضافتها المملكة في تموز/ يوليو الماضي، وافقت سوريا على عودة 1000 لاجئ من الأردن، وهو ما قد يكون بمثابة معيار للعودة المستقبلية. وإن كان خفض المساعدات سيؤدي على الأغلب إلى تزايد وتيرة هذه العملية، إلا أن الغالبية العظمى من اللاجئين ستبقى في الأردن نظرًا للمخاوف المتعلقة بحقوق الإنسان، ما سيزيد من المخاطر المالية إذا تضاءلت المساعدات الدولية بشكل كبير.

إيكونوميك إنتيليجنس يونيت

الاحتجاجات ضد النظام جنوب سوريا ستستمر خلال الفترة القادمة لكنها لن تمثل خطرًا على بقاء النظام

هزت محافظةَ السويداء الواقعة جنوب سوريا (ذات الأغلبية الدرزية) إضراباتٌ واحتجاجات مستمرة منذ منتصف آب/ أغسطس الماضي، ما شجع على تنظيم مظاهرات متفرقة لاحقًا في منطقتين جنوبيتين مضطربتين أيضًا هما درعا والقنيطرة. وقد تستمر هذه الاضطرابات لبعض الوقت مدعومةً بمظالم اجتماعية واقتصادية طويلة الأمد، وسوف تتكرر على الأرجح بشكل متقطع خلال السنوات القادمة. لكن هناك احتمالًا ضئيلًا أن تمثل هذه المظاهرات تحديًا خطيرًا للنظام السوري، نظرًا لفشلها في الانتشار إلى معاقل الحكومة في الشمال.

ومن المتوقع أن تتلاشى الاحتجاجات في الجنوب في نهاية المطاف دون أي تحسن في الظروف الاجتماعية والاقتصادية، وإن كان بتغيير بسيط في البنية السياسية السورية. لكن بالمقابل سيظل استمرار الاضطرابات المتفرقة في الجنوب هو الأساس طوال الفترة القادمة، رغم أنه لا يُتوقع أن يكون حجمها كافيًا لتهديد بقاء "الأسد" في السلطة خلال تلك الفترة.

إيكونوميك إنتيليجنس يونيت

الإمارات ستزيد من استثماراتها في تركيا لتحسين صورتها وتعزيز مكانتها الإقليمية

أعلنت شركة "موانئ دبي العالمية"، في الـ29 من آب/ أغسطس الماضي، عن شراكة استراتيجية في الأسهم مع مجموعة "إيّاب" التركية تحت اسم "موانئ دبي العالمية إيفياب بورت" (DP World Evyap Port)، تهدف إلى تحسين مرافق موانئ الحاويات وتعزيز الكفاءة في سوق بوابة مرمرة في تركيا. ويهدف هذا التعاون بين مجموعتي الموانئ في دبي وتركيا لتحسين الإنتاجية وتقليل أوقات التسليم وتوسيع عروض الخدمات وتعزيز القدرة التجارية لتركيا. كما تركز الصفقة على تعزيز وتنمية البنية التحتية التجارية بهدف تحسين خدمات سلسلة التوريد؛ فبموجب شروط هذه الصفقة ستمتلك "موانئ دبي العالمية" 58% من ميناء "إيّاب"، وستمتلك "مجموعة إيّاب" 42% من "موانئ دبي العالمية ياريمكا".

يعكس هذا التعاون تحولاً في السياسة الخارجية للخصمين السابقيْن باتجاه اتباع نهج أكثر تصالحية في العلاقات الإقليمية؛ حيث تعمل الإمارات على الاستفادة من قوتها الاقتصادية لتحسين صورتها وتعزيز العلاقات المتوترة سابقًا من خلال تعزيز العلاقات الاقتصادية ودعم الاقتصاد التركي الهش. فهذه الاستثمارات الإماراتية، فضلًا عن التجارة التي نمت بقوة في كلا الاتجاهين منذ عام 2021 والتدفقات الاستثمارية بموجب اتفاق الشراكة الاقتصادية والشراكة الشاملة، ستساعد تركيا على دعم احتياطياتها المتدهورة من النقد الأجنبي.

ومن المتوقع أن تزداد الاستثمارات الإماراتية في تركيا في المجالات الأساسية، مثل الخدمات اللوجستية والبنية التحتية وخدمات الأعمال؛ فمن جهتها تأمل "موانئ دبي العالمية" في توجيه مزيد من التجارة التركية من خلال عملياتها الخاصة، ودفعها قدمًا من خلال شبكات موانئها الإقليمية والعالمية، وستكون "ياريمكا" عنصرًا أساسيًا في ممر تجاري مزدهر يربط بين آسيا وأوروبا وأفريقيا. ويتناسب هذا لحد كبير مع تطلعات الإمارات لتوسيع وتعميق شبكاتها التجارية غير النفطية وتطوير قدرتها على إعادة التصدير.

إيكونوميك إنتيليجنس يونيت

هجوم قوات الدعم السريع على قاعدة للجيش في الخرطوم سيسفر عن قتال عنيف خلال الأيام القادمة

هاجمت قوات الدعم السريع قاعدة مدرعات القوات المسلحة السودانية في منطقة الشجرة جنوب الخرطوم، في الـ20 من آب/ أغسطس الماضي، والتي تعتبر معقلًا هامًا للقوات المسلحة إلى جانب مقر قيادة الجيش بجوار مطار الخرطوم الدولي، وقاعدة القوات الجوية بوادي صيدنا شمال المدينة، وغيرها من المواقع العسكرية المهمة.

وفي الـ22 من الشهر نفسه، زعمت القوات المسلحة السودانية أن قواتها نجحت في صد الهجوم، رغم عدم إمكانية التحقق من ذلك. ونظرًا لأهمية القاعدة، فمن المرجح أن يواصل الجانبان القتال للسيطرة على المنطقة على مدار أسبوع أو أسبوعين، اعتمادًا على سلسلة التوريد الخاصة ومدى مرونة كل طرف. وخلال استمرار القتال ستستهدف القوات المسلحة السودانية مناطق القاعدة (الخاضعة لسيطرة قوات الدعم السريع) والمناطق المجاورة لها، بغارات جوية من قاعدة وادي صيدنا الجوية وبقصف مدفعي.

لكن إذا ضعفت فعالية سلاح المدرعات التابع للقوات المسلحة السودانية في القتال أو إذا تم الاستيلاء على القاعدة، سيكون ذلك انتصارًا تكتيكيًا ورمزيًا مهمًا لقوات الدعم السريع. وتشير التقديرات إلى أن الوحدة تعاني من نقص في عدد الموظفين، وأن تحريك مركباتها المدرعة ومدفعيتها سيشكل تحديًا كبيرًا، خصوصًا أثناء الاشتباك مع الخصم؛ لذلك من المرجح أن يتم التخلي عن بعض أصول الوحدة. وإذا حوصرت الوحدة أو أُجبرت على الانسحاب أو الاستسلام أو وقعت خسائر كبيرة فيها، فسيتم اعتبارها غير فعالة في القتال. ورغم أن التكتيكات التي استخدمتها القوات المسلحة السودانية حتى الآن لا تهدف إلى نشر قوات كبيرة، إلا أن ذلك من شأنه أن يقلل من قدرتها، ويزيد من ضعف القواعد العسكرية الأخرى في المنطقة، والتي تعد رمزًا مهمًا للوصول إلى حكومة.

إس آند پي جلوبال

احتجاجات الإريتريين في "إسرائيل" ستستنزف الشرطة وتضعف قدرات الحكومة على فرض النظام

احتج لاجئون إريتريون جنوب تل أبيب ضد حكومة بلادهم خلال احتفال السفارة الإريترية في "إسرائيل" بالذكرى الثلاثين لحكم الرئيس الإريتري، أسياس أفورقي، حيث أسفرت الاحتجاجات التي تحولت إلى أعمال عنف تضمنت استخدام مقذوفات بدائية الصنع، عن إصابة أكثر من 170 شخصًا حوالي 50 منهم من الشرطة، فضلًا عن إلحاق أضرار بالمتاجر ومركبات الشرطة.

وقد كان لدى الشرطة "الإسرائيلية" معلومات استخباراتية عن حدوث احتجاجات، لكنها لم تتوقع مثل هذا العنف بين الإريتريين المناهضين لحكومتهم والمؤيدين لها. لذلك، لم يستخدم عناصر الشرطة الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية فحسب، لكنهم ولأول مرة منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2000، استخدموا الذخيرة الحية بين الحين والآخر كطلقات تحذيرية، دون التسبب في أي وفيات. وتدرس حكومة "نتنياهو" الآن مرة أخرى اتخاذ المزيد من التدابير بما فيها الترحيل، مع احتمال حصولها على دعم كبير خصوصًا من حلفاء الائتلاف اليميني المتطرف.

بالمقابل، من المرجح أن تواجه عمليات الترحيل تحديات من قبل المحكمة العليا لأسباب تتعلق بحقوق الإنسان، وهذا من شأنه أن يزيد من مخاطر استهداف طالبي اللجوء الأفارقة على نطاق واسع بغض النظر عن بلد هؤلاء. وأخطر ما في الأمر هو استهداف أولئك الذين يعملون حاليًا في وظائف مؤقتة عادةً لا يشغلها "الإسرائيليون"، خصوصًا في صناعات المطاعم والخدمات، ما سيؤثر على مستويات القوى العاملة في مثل هذه الشركات في "إسرائيل".

على نطاق أوسع، وبالنظر إلى حجم أعمال الشغب ومدى العنف الذي وصلت إليه، تزامنًا مع الاحتجاجات الأسبوعية واسعة النطاق في جميع أنحاء "إسرائيل" ضد التعديلات القضائية، ومستويات جرائم العنف المرتفعة للغاية في المجتمعات العربية في "إسرائيل" ومخاطر الإرهاب، فإن كل هذا سيزيد على الأرجح من استنزاف قدرات الشرطة، ومن المتوقع أن يؤدي إلى إضعاف قدرة الدولة على إنفاذ القانون والنظام، وكذلك لإضعاف قدرتها على استباق أو منع المزيد من حالات الاحتجاج والشغب.

إس آند پي جلوبال

التهدئة المتبادلة بين إيران وأمريكا في العراق قد تتغير بفوز رئيس جمهوري في الانتخابات الأمريكية القادمة

لم تُسجَّل أي هجمات من قبل الميليشيات المدعومة من إيران على القوات الأمريكية وشركائها المحليين في العراق خلال النصف الأول من العام الجاري، بحسب تقرير لوزارة الدفاع الأمريكية هذا الشهر، وهو أدنى معدل هجمات في العراق منذ سنوات عديدة، حيث يعكس هذا التوقف الطويل "للأعمال العدائية" تراجع التوترات على نطاق واسع في الشرق الأوسط. وإن كان العراق لا يزال نقطة اشتعال رئيسية بين الولايات المتحدة وإيران، إلا أن عدد الهجمات انخفض بشكل كبير في سياق التهدئة الواسعة للتوترات الإقليمية؛ حيث تسعى إيران إلى إصلاح العلاقات مع دول الخليج والدول العربية الأخرى.

من جهة أخرى، فإن تراجع تلك الهجمات ضد القوات الأمريكية قد يعكس الجهود الإيرانية لتهدئة المخاوف السعودية، بشأن التأثيرات المزعزعة للاستقرار التي تخلفها الميليشيات العراقية، ما سيعزز العلاقات الدبلوماسية السعودية الإيرانية الناشئة. كما إن المفاوضات التي أجريت مؤخرًا عبر القنوات الخلفية بين إيران والولايات المتحدة قد دفعت الميليشيات المدعومة من إيران لضبط النفس. ورغم أن إحياء "خطة العمل الشاملة المشتركة" لا يزال غير مرجح، إلا أنه يبدو أن كلا الطرفين يسعيان للوصول لاتفاق "الأقل مقابل الأقل"؛ حيث تقوم الولايات المتحدة بتخفيف العقوبات على إيران (بما فيها السماح بالوصول إلى الاحتياطيات الأجنبية المجمدة في الخارج)، مقابل قيام إيران بوقف الأنشطة النووية والحد من الهجمات (عبر وكلائها) على المصالح العسكرية الأمريكية في العراق وسوريا.

ورغم أنه لا تزال هناك مخاطر كامنة لتصاعد الهجمات إذا تدهورت العلاقات الأمريكية الإيرانية مجددًا، إلا أنه من المتوقع أن يظل عدد الهجمات منخفضًا خلال الفترة القادمة. لكن الانتخابات الرئاسية الأمريكية في تشرين الثاني/ نوفمبر 2024 قد تمثل نقطة اشتعال محتملة؛ فقد تأتي تلك الانتخابات بمرشح جمهوري يعود إلى نهج أكثر عدائية تجاه إيران، ما سيحفز الهجمات مجددًا على القواعد والقوات الأمريكية من قبل وكلاء طهران في العراق.

إيكونوميك إنتيليجنس يونيت

تأثير انضمام إيران إلى "بريكس" على تجارتها سيكون محدودًا للغاية بسبب العقوبات الأمريكية

تم قبول طلب إيران للانضمام إلى مجموعة "بريكس"، التي تضم كلًّا من البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، أثناء القمة السنوية للأعضاء أواخر آب/ أغسطس الماضي، وجاء هذا في الأساس بدعم من الصين؛ القوة المهيمنة في المجموعة الخماسية والحليف الرئيسي لإيران. ويمثل انضمام إيران انتصارًا استراتيجيًا لنظامها المتشدد، كما يعتبر تحديًا رمزيًا للمحاولات الغربية لعزل ذلك النظام وربما يمنحه صوتًا جيوسياسيًا قويًا.

في السياق أيضًا، تعتبر عضوية إيران في المجموعة انتصارًا استراتيجيًا للسياسة الخارجية لطهران، والذي يمكن أن يمنح البلاد على المدى الطويل صوتًا دوليًا أعلى إذا شكّلت المجموعة تماسكًا سياسيًا أقوى. رغم ذلك، فمثل جميع حالات التواصل الدبلوماسي الدولي الأخيرة من قبل إيران، سيظل تأثير ذلك على التجارة والاستثمار محدودًا للغاية بسبب رفض شركاء إيران مخالفة العقوبات الأمريكية، والتي من المتوقع أن تستمر خلال السنوات القادمة.

إيكونوميك إنتيليجنس يونيت