في خضم الصراع الدائر في السودان، أقال قائد القوات المسلحة السودانية ورئيس مجلس السيادة الانتقالي، اللواء عبد الفتاح البرهان، في الـ19 من أيار/ مايو الجاري، عدوه الرئيسي ومنافسه في الصراع، قائد قوات الدعم السريع، اللواء محمد حمدان دقلو "حميدتي"، من منصب نائب رئيس المجلس وعيّن مكانه زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان، مالك عقار. وبهذه الخطوة يسعى "البرهان" على الأرجح إلى نزع الشرعية عن "حميدتي"، بعد إصدار أمر بحل قوات الدعم السريع وإعلانها "قوة متمردة" في الـ16 من الشهر الجاري، ثم تجميد حساباتها المصرفية لاحقًا. لكن من غير المحتمل أن يكون لإقالة "حميدتي" وحل قوات الدعم السريع التي يديرها أي تأثير على مسار القتال، بل على العكس سيقلل ذلك من احتمال التوصل إلى تسوية مبكرة للصراع عن طريق التفاوض.
من جهة أخرى، فإن اختيار "البرهان" لـ"عقار" نائبًا له يعتبر أمرًا مهمًا؛ إذ يهدف منه إلى حشد الدعم الذي تشتد الحاجة إليه في مناطق متفرقة بالسودان، حيث نجح "حميدتي" في إقامة تحالفات مع الفصائل المسلحة المحلية. وتعتبر ولاية النيل الأزرق، مسقط رأس "عقار"، ذات أهمية خاصة باعتبارها واحدة من مناطق الصراع الرئيسية في السودان، إضافةً إلى دارفور معقل "حميدتي".
وقد يكون أحد العوامل الرئيسة التي دفعت "البرهان" لاختيار "عقار"، إضافةً إلى قبوله المحتمل لدى المحاورين الغربيين، علاقاته الطويلة مع حكومة جنوب السودان، لا سيما الرئيس "سلفا كير". فقد كان "عقار" قائد "حركة الجيش الشعبي لتحرير السودان" المسلحة، ومقرها جنوب السودان قبل استقلاله عام 2011. وبهذا يأمل "البرهان" أن يتصدى "عقار" لإقامة علاقة بين "حميدتي" و"كير"، ويضمن عدم حدوث ذلك في المنطقة الحدودية مع جنوب السودان، حتى لا تصبح قاعدة خلفية لمقاتلي المعارضة.
آي إتش إس ماركت