الحدث:
أعلن جيش الاحتلال سقوط صاروخ قال إنه أُطلق من اليمن في مطار "بن غوريون" وذلك بعد فشل اعتراضه، ما خلّف عددًا من الإصابات. فيما أعلنت وسائل الإعلام العبرية أن هذا "أول صاروخ تفشل الدفاعات الجوية في اعتراضه منذ استئناف القتال في قطاع غزة". وفي مقابل ذلك، أعلنت جماعة "أنصار الله" اليمنية استهداف مطار "بن غوريون" بصاروخ باليستي فرط صوتي، وأنه أصاب هدفه بنجاح. وعقب ذلك، قال الناطق العسكري باسم الجماعة، يحيي سريع، إن "أنصار الله" ستعمل على فرض حصار جوي شامل على "إسرائيل" بتكرار استهداف المطارات خاصة مطار "اللد" المسمى مطار "بن غوريون الدولي".
الرأي:
يعد استهداف مطار "بن غوريون" تطورًا لافتًا، يؤكد وجود ثغرات في منظومات الدفاع الجوي تزيد من مخاطر الصواريخ القادمة من اليمن، وهو ما يقلق المستوى الأمني والعسكري في "إسرائيل" في حال اندلاع مواجهة أكبر مع إيران والتي يتهمها الاحتلال بتزويد الجماعة بصواريخ بالستية قادرة على الوصول لأهدافها الإستراتيجية بشكل دقيق، حتى لو كانت في عمق "إسرائيل"، لا سيما وأن الصاروخ قد تجاوز 4 طبقات من الدفاع الجوي وأسفر عن حفرة بعمق 25 مترًا، وهو ما يشير لاستخدام صاروخ جديد برأس حربي كبير مقارنة بالهجمات السابقة التي نفذتها الجماعة.
إن استهداف مطار "بن غوريون" يرسل رسالة تحذيرية جديدة لشركات الطيران العالمية بأن الرحلات نحو المطار باتت "غير آمنة، لا سيما وأن العديد من شركات الطيران ألغت الرحلات المجدولة نحو المطار بسبب هذا الاستهداف. وعليه، قد تنجح جماعة "الحوثي" في فرض حصار جوي على المطار في حال تكرر استهداف المطار بشكل دقيق، وإن كان هذا يظل محل شك في ظل الاستنفار المحتمل لمنظومات الدفاع الجوي "الإسرائيلي" والتركيز على حماية المطار.
وفي المقابل، من المرجّح أن توجه "إسرائيل" ضربات نوعية أو أكثر كثافة ضد مناطق سيطرة الحوثيين ردًّا على استهداف المطار، كما أن "نتنياهو" سيعمل على استغلال الحدث من أجل التصعيد ضد إيران باعتبارها الجهة الوحيدة التي يمكنها دعم الجماعة بمثل هذه القدرات النوعية، والضغط على إدارة "ترامب" لتعطيل مسار المفاوضات الجارية حاليًا مع إيران. وفي المجمل، فإن استمرار عمليات "الحوثيين" يضعهم بصورة متزايدة ضمن أهداف "إسرائيل" الإقليمية، بما يتطلبه ذلك من توجيه موارد استخبارية وعسكرية من أجل إضعاف قدرتهم على تهديد الداخل "الإسرائيلي".